في الوقت الذي أصبحت فيه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل مادة دسمة لوسائل الإعلام الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي نظير ما تتسم به إدلرتها من خروقات واختلالات جسيمة على يد العميد الحالي، السيد محمد سعد الزموري، وحاشيته بالإدارة إلى جانب بعض ضعاف النفوس من الأساتذة الذين عوض استنكارهم ما آلت إليه أوضاع هذه المؤسسة الجامعية من ترد خطير ووقوفهم في وجه كل من سولت له نفسه التلاعب بمصالح المئات من الطلبة الذين هم عليهم مؤتمنون فضلا عن بعض زملائهم في المهنة الذين يحتكمون إلى ضمائرهم الحية والذين أضحوا عرضة لشتى أشكال الإقصاء والتعسفات غير المبررة، اختاروا الاصطفاف بجانب لوبي الفساد الذي يعيث فيها نهبا وتخريبا في ضرب سافر لواجبهم المهني ولحقوق ومكتسبات منتسبيها من طلبة وأساتذة وموظفين، وفي خضم هذه الثورة الإلكترونية المشنة على هذا اللوبي المتحكم في دواليب التسيير بالكلية والمهيمن على كل القطاعات داخلها، يأبى هذا الأخير إلا أن "يكمل الباهية" باحتوائه لجل الصحف الورقية بطريقته الخاصة حتى لا تتطرق لما تشهده إدارتها من خروقات وتجاوزات أضحى السكوت عليها بمثابة جريمة في حق هذه الكلية وطلبتها وشرفائها من أساتذة وإداريين، مقابل تهديد كل صحافي سولت له نفسه التطرق لبعض ما يتفشى داخل أسوارها وأروقتها من فساد في التدبير وعشوائية في التسيير على الطريقة البصروية الماضوية وبأسلوب كان الجميع يظن أنه قد ولى إلى غير رجعة، مرجعه في ذلك ادعاؤه امتلاك نفوذ قوي ودرع حديدي من العلاقات الوطيدة مع جهات "عليا" جهويا ومركزيا توفر له الحماية المطلقة من أي متابعة أو مساءلة، مانحة له بذلك الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب ما يحلو له من تجاوزات وفساد وتبذير للمال العام دون حسيب ولا رقيب.. هذه الكلية التي كانت إلى زمن قريب قبلة للباحثين والأدباء والمفكرين والمثقفين وطنيا ودوليا، ويشهد الجميع لها ببعدها الإشعاعي والعلمي والتربوي لما كانت تحظى به من أنشطة ثقافية وعلمية وأدبية وفنية مكثفة على مدار السنة، ولازالت اللافتات التي تؤرخ لهذه الأنشطة المتنوعة بتواريخ متعددة والمؤثثة لإدارة الكلية شاهدة على ذلك، أضحت الآن نتيجة سوء التدبير وثقافة الريع التي تسود عقلية مسؤوليها وإسناد الأمور لغير أهلها في التسيير مضربا للمثل في التسيب والفوضى والعشوائية المطلقة في كل شيء… ولا تفوتنا هنا الإشارة إلى كون العميد الحالي للكلية قام بمجرد اعتلائه هذا المنصب بعزل كاتبها العام السابق رغم عدم تمضيته في هذا المنصب أزيد من سنة واحدة، ليقوم باستقدام الكاتب العام الحالي، السيد عبد الإله الولهاني، بعد أن تدخلت لهذا الأخير، حسب مصادرنا المتعددة، جهات محسوبة على الأجهزة الاستعلاماتية لاجتيازه مباراة التعيين بنجاح بعد استغلاله لعلاقة المصاهرة التي تربطه بنائب العميد.. هذا الثلاثي الذي أصبح يطلق عليه داخل الكلية "فرقة عطا الله الثلاثية"، الذي أضحى يسير شؤون إدارة الكلية بقبضة من حديد رغم ما يتميز به من ضعف واضح في التسيير الإداري وقلة في الكفاءة والمردودية، يدعي أنه يبني صرحه بالاتكاء على جهات نافذة بالرباط، دون اكتراث منه للأمانة الجسيمة التي تطوقه لما قد اؤول إليه أوضاع هذه المؤسسة من تدهور وانحطاط بعد انكشاف حقيقة القساد المستشري داخلها والخروقات التي مافتئت تشهدها منذ تولي هذا الثلاثي زمام التسيير بها.. هذا، بالإضافة إلى المشاكل العديدة التي تعرفها هذه الكلية على مستويات متعددة دون باقي الكليات التابعة لجامعة عبد الملك السعدي جهويا أو تلك المنتسبة لباقي الجامعات وطنيا، وما التقارير التي تم تسريبها والأشرطة المصورة التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والموقع العالمي "يوتيوب" وغيرها، حول المرافق الصحية وحالتها المتردية ومشاكل النقل ومشكل الالتزام بالجدول الزمني المقرر خلال الدورتين الخريفية والربيعية، وكذا مشاكل ارتبطت أساسا بالخروقات الخطيرة التي تشوب ميزانية هذه المؤسسة وما يوازيها من تبديد لماليتها، والذي كشفته جهات مسؤولية من داخل الكلية، فضلا عن المساس بحرمة بعض الموظفين وتهديد بعضهم في مصيرهم المهني، لخير دليل على ما آلت إليه هذه الكلية من وضعية يندى لها جبين العامة قبل الخاصة من منتسبيها والمحسوبين عليها، حيث كنا قد أشرنا في مقالات سابقة على موقعنا الإخباري "تطوان نيوز" لبعض من هذه الفضائح والتجاوزات، رغم كونها تبقى مجرد نقطة ماء صغيرة وسط بحر الظلمات الذي تغرق فيه هذه المؤسسة دون أن تجد من يمد إليها يد المساعدة والإنقاذ.. كما تجدر بنا الإشارة هنا إلى الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي لمدينة طنجة لترؤس حفل تنصيب بعض عمداء الكليات الجدد بالمدينة، دون أن يكلف نفسه عناء زيارة هذه الكلية التي أصبحت سمعتها ممرغة في الحضيض، رغم تلقيه لعدة شكايات من أطراف وجهات مختلفة تنتسب للكلية في شأن ما تعانيه هذه الأخيرة من مظاهر الفساد والتسيب والفوضى، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول اللوبي المركزي الذي يحتمي به هذا العميد وحاشيته ويحول دون فتح تحقيق فيما يجري داخل هذه المؤسسة من فضائح أزكمت روائحها الأنوف ومنع من بيدهم الأمر من الاطلاع على حقيقة الأوضاع التي آلت إليها..!! ورغم المحاولات التي يقوم بها المكتب المحلي لنقابة أساتذة التعليم العالي للفت انتباه الوزارة الوصية إلى المشاكل التي تتخبط فيها هذه الكلية، وكذا محاولات بعض الشرفاء وذوي الضمائر الحية من داخل الكلية لإيصال معاناة المؤسسة مع هذا اللوبي المتحكم، إلا أن ذلك يظل مجرد صيحة في واد ولم يستطع اختراق ما يسمى ب"الدرع الحديدي" الذي تحتمي به إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التي منذ توليها مسؤولية التسيير بها أصبح جل الطلبة والأساتذة والموظفين يحلو لهم أن يطلقوا عليها اسم "كلية العذاب والهموم الإنسانية" عوض الآداب والعلوم الإنسانية نظير ما أضحت تعيش على إيقاعه من مشاكل لا تعد ولا تحصى… هذا الأمر يجعل المتتبع لشؤون هذه الكلية يتساءل أيضا وبشدة عن خبايا ودوافع اختيار العميد الحالي دون غيره من المترشحين الذين تنافسوا معه على نفس المنصب رغم ما لهم من وزن ثقيل على الصعيدين الجهوي والوطني، وهل حقا نال هذا المنصب عن جدارة واستحقاق، أم كان وراء ذلك ما وراءه..؟؟؟ ليبقى التساؤل المطروح في النهاية هو: من يقف وراء هذا اللوبي المتحكم في هذه الكلية ؟؟ وما حقيقة "الدرع الحديدي" الذي يستقوي به هذا اللوبي والذي أصبح بين ليلة وضحاها حصنا منيعا لحماية الفساد المستشري داخل الكلية، وبإمكانه إسكات كل الأصوات المنادية بتغيير هذا الوضع المزري، بما فيها الأقلام الصحفية، مشرعنا بذلك كل الممارسات والأساليب المقيتة والضاربة عرض الحائط كل القوانين والأعراف ؟؟؟