اهتزت مدينة العرائش صباح يومه الإثنين 11 مارس 2013، حوالي الساعة العاشرة و45 دقيقة، على حادث انهيار جزء من مركب رياضي في طور البناء بحي "لايبيكا" وسط المدينة، متسببا في وفاة عامل للبناء وجرح اثنين آخرين، حالة أحدهما جد حرجة، حيث تم نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي للا مريم لتلقي الإسعافات الضرورية، هذين العاملين أحدهما ينحدر من مدينة إيموزار كندر بإقليم صفرو ويسمى (م.ص)، والآخر يسمى (ع.م) وينحدر من مدينة سيدي سليمان، فيما العامل المتوفى فهو ينحدر من مدينة إفران وكان يسمى قيد حياته (م.أ.ي).. المركب الرياضي المنهار يتم إنجازه تحت إشراف المجلس البلدي للعرائش في إطار صفقة تم إبرامها إبان عهد الرئيس السابق، عبد الإله الحسيسن، بمبلغ 4 ملايين درهم، لفائدة أحد المقاولين المعروفين على مستوى الإقليم، المسمى (م.ش)، الذي أخل بالتزاماته ولم يكمل أشغال البناء، ليتم تفريت الصفقة مجددا بنفس المبلغ لمقاولة أخرى تحمل اسم "معالم البناء".. وحسب ما توصلنا به من مصادرنا بعين المكان، فإن أسباب انهيار هذا الجزء من المركب المذكور تعود إلى الغش الذي شاب عملية بنائه من طرف المقاولة المذكورة، فضلا عن رداءة جودة المواد المستعملة، في إخلال واضح لبنود دفتر التحملات، أمام غياب المراقبة من طرف المجلس البلدي والسلطات المحلية بالمدينة، خصوصا وأن لجنة المالية التابعة للمجلس البلدي للعرائش، كانت قد نبهت خلال اجتماعها الأخير إلى الغش الذي يشوب عملية بناء هذا المركب، دون اتخاذ أي إجراء في هذا الشأن إلى أن وقعت الكارثة.. الأمر الذي يعيد إلى الأذهان التملص من المسؤولية والاستهتار بأرواح المواطنين من طرف السلطات المنتخبة والمحلية المعنية، كما حدث في عدة مدن أخرى على صعيد المملكة، أبرزها فاجعة مركب "المنال" بمدينة القنيطرة شهر يناير 2008 الذي راح ضحيته العديد من العمال الأبرياء.. فهل ستلجأ السلطات المختصة هذه المرة إلى فتح تحقيق جدي في الموضوع والقصاص من كل من ثبت تورطهمن قريب أو بعيد في هذه الفاجعة، أم أنها ستظل وفية لمبدئها المعهود "كم حاجة قضيناها بتركها"..؟؟