صورة الرحلة: كان السؤال يعتريني كأي سؤال..يومها تجسست السمع على " مواسم الشرق " واحترقت بغربة النداء: (نداؤها الطريق يسكن في مكامن الحجارة يعلن عن عصر الحريق يرافق الضوء إلى مخابئ الإشارة) 1 كانت أمينة قد سبقتني إلى قبة الحرف وارتوت..أطعمتني من عناقيدها..فجرت داخلي عيون الشهوات. من سيدتي ،يحميني من عري المسافات؟ قالت: في القبة صوت يوقظ أزمنة الخفاء ( ها أنا أعطي لكل خطوة صورة صديق ولكل منطوق حديثا عن نخلة أو زهرة تحضر إلى مقام العين هذا الصباح انتبهت من هنا بدأت صفحات الكون تنفتح وأسرار الصمت تنغلق أو لعلها وشوشة حزن دافئ لم يسترح بعد أعلم لم تبق الا لحظة ويسألني النهار عن انكساري لم أتململ والقادمون من البعاد) 2 شردتني نكهة الدعوة ساعة احتمائي تحت نخلتها..حزمت للرحلة ناصيتي.. الفضاء /" القامرة" حقيقة الضياع: توحدي ..! ( دخلت إلى حوضك عندي مدينة تحت أحزاني عندي ما يجعل الغصن الأخضر أفعى والشمس عاشقة سوداء عندي.. )3 من قال أنك عاصمة معصومة! يا امرأة مهزومة..توحدي..تطفو نتوءاتي. شذبت عطورك في شوارع لالون لها..في قماماتك قبع اليتم الحجريّ العهر الليليّ القمع ال... لابيت لي فيك غير قبة احتوتني/ لملمتني أشلاء أوردة (بايعت أحزاني وصافحت التشرد والسغب) أنتفض فجر الجمعة..كنت أصغي إلى فسوق عصاميتك ..فجر كل جمعة.. كيف انعتق ترتيل القبة من صلصال رئتيك ! توحدي.. ياقامرة، ذرفتنني لغوا عريتك لعنة الأجداد.. نتوءاتي الباسقة تقهرني.. كتلك التي دفعت " الجيلالي " لأن يكتب رسالة ل " رولان بارث " يقول له فيها: " تقبل سلامي، عزيزي رولان، رسالتك أسعدتني بما تحمله من صورة لصداقتنا الحميمة (...) هذه المرة،سأحدثك عن أمر مصيري ،في رأيي،وهو كالآتي: لي أخ أصغر مني ،طالب في السنة الثالثة،يحب قيثارته وعاشق؛ غير أن الفقر يعصره، ويرمي به في عالم رهيب.. به ألم الحاضر،كما يقول شاعركم. وأرجو ،عزيزي رولان، أن تجد له عملا في بلدك العزيز في أقرب الآجال، فأنتم تعرفون وضعية الشباب المغربي .."4 فكان رد "رولان بارث" كتعليق عليها في كتابه " بارث ": "جماليات هذه الرسالة،أنها فخمة في لغتها، وأدبية من غير ثقافة، في كل تجلياتها، دقيقة ،وقاسية. تعبر الرسالة ،في الآن نفسه ،عن الواقع السياسي للمغرب." في فجر الجمعة أنتفض..هكذا طفونا صحوا..فتوحدي.. (تتغير الأوجه المتعبات وما تتغير عندي فأنتم أنتم وإن العمى واحد في العيون) 5 ماء بنيسيّ: كانت لحظة تمازج الأوردة، حالة إخصاب من نوع آخر..لها القبة والبنفسج وعشق المحال..لها عيون ضوء وجنة عدن وبحر سؤال.. يعصرني الإغفاء ساعة الترتيل، شريدة ، ينشرني ماؤك ..حصينة كنت / فكيف غدوت ! هناك قبتي عنفوان ماء وبساط حرف . قبل أن أذرع عتبتها، أتوغل في جماجم درب ودماء نهر.. ( هناك ليل أشد سوادا .. هناك ورد أقل)6 1.محمد بنيس، موسم الشهادة. 2.محمد بنيس، موسم الحضرة. 3.أدونيس ، هذا هو إسمي. 4.ROLAND BARTHES, BARTHES, Ecrivains de toujours, Seuil, 1975. 5.محمد الخمار الكنوني، رماد هسبريس. 6.محمود درويش، هناك ليل.