أعلنت السلطات الفرنسية عن نشر 8 آلاف عنصر من قوات الأمن و14 آلية مدرعة في باريس، اليوم السبت، تحسبا لمظاهرات جديدة دعت إليها حركة "السترات الصفراء" للأسبوع الخامس على التوالي. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا الجمعة من بروكسل إلى "الهدوء"، مشيرا إلى أن "الحوار لا يتم باحتلال الأماكن العامة والعنف" وستجري عمليات تفتيش في الطرق ومحطات القطارات ووسائل النقل المشترك في العاصمة. وقال رئيس شرطة باريس إن ما زال هناك قلق من احتمال تسلل جماعات تميل للعنف إلى الاحتجاجات. وسوف تتولى شرطة مكافحة الشغب حماية المعالم المهمة وإبعاد المحتجين عن القصر الرئاسي. وقال قائد الشرطة ميشيل ديلبييش لإذاعة (آر.تي.إل) "يجب أن نستعد للسيناريوهات الأسوأ". وتوقع أن يكون أثر الاحتجاجات على الأعمال في العاصمة أقل بالمقارنة بأيام السبت في الأسابيع الثلاثة الماضية عندما أغلقت متاجر كبيرة أبوابها، وألغت الفنادق الحجوزات رغم ازدحام تلك الفترة في العام مع اقتراب عيد الميلاد. وستفرض إجراءات حماية على الدخول إلى المؤسسات مثل قصر الإليزيه والجمعية الوطنية. ويفترض أن يجري تجمع في ساحة الجمهورية في باريس عند الساعة 14,00 (13,00 ت غ). وقد دعت حوالى 15 منظمة يسارية مؤيديها إلى الانضمام إلى "السترات الصفراء" في الساحة الواقعة في شرق باريس. ولقيت الدعوات إلى التظاهر تجاوبا عبر فيس بوك، وأكد الآلاف عزمهم على المشاركة في تجمعات السبت. وتخشى السلطات وقوع حوادث جديدة بعدما انتهى السبت الماضي بعدد قياسي من الموقوفين (حوالى ألفين) وأكثر من 320 جريحا وأضرار في العديد من المدن بينها باريس وبوردو وتولوز (جنوب غرب). وكان نحو 136 ألف شخص نزلوا إلى الشوارع في ذلك اليوم. ماكرون يدعو إلى الهدوء وصرح ماكرون في بروكسل الجمعة أن "بلدنا يحتاج اليوم إلى الهدوء، يحتاج إلى النظام". وأضاف الرئيس الفرنسي الذي كان يتحدث في ختام قمة أوروبية "قدمت ردا" على مطالب "السترات الصفراء" أن "الحوار (...) لا يتم باحتلال الأماكن العامة والعنف". للمزيد: الرئيس الفرنسي ماكرون معلقا على احتجاجات السترات الصفراء: "أعمال العنف غير مقبولة" من جانبه، قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير الجمعة في حديث إذاعي "من الأفضل لقوات الأمن أن تقوم بعملها الحقيقي، أي ملاحقة المجرمين والعمل على الحد من الخطر الإرهابي، بدلا من العمل على ضمان السلامة على مستديرات الطرق". والجمعة، تظاهر الآلاف في كامل أنحاء فرنسا للمطالبة بزيادة الأجور بدعوة من نقابة "سي جي تي" ثاني أكبر المركزيات النقابية في فرنسا. وباتت هذه المظاهرات تثير قلق أصحاب المحلات التجارية الذين تأثروا كثيرا بسبب تزامنها مع فترة الأعياد.