يبدو أن المباراة التي ستجمع المنتحب المغربي بنظيره الكاميروني ، مساء الجمعة المقبل بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء ،برسم الجولة الخامسة ،ضمن المجموعة الثانية من الإقصائيات، المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم المقررة الصيف المقبل بالكاميرون 2019، ستدور على صفيح ساخن لعدة اعتبارات أهمها الرغبة الجامحة للنخبة الوطنية في فك عقدة تفوق الأسود غير المروضة و العودة الى السكة الصحيحة بعد الاداء الباهت الذي ميز أداءها خلال المواجهة المزدوجة ضد جزر القمر . و تكتسي المباراة التي يترقبها الجمهور المغربي بشغف كبير ،طابعا خاصا و استثنائيا ، بالنظر لكونها تضع العناصر الوطنية على محك حقيقي امام منتخب كاميروني طالما شكل عبر حقبات تاريخية واحد من أكبر عقد كرة القدم المغربية ، التي استعصى فك شفرتها بالنسبة لأسود الاطلس ، إذ من أصل 11 مواجهة جمعت الطرفين تمكن المنتخب الكاميروني من حسم ستة منها وانتهت خمس مواجهات بالتعادل. وإلى يوم هذا لازالت ذاكرة الجمهور المغربي تستحضر الإقصاء التاريخي من صراع المرور الى مونديال 1982 على يد أصدقاء نكونو وتوكوتو وأبيغا وميلا خلال المباراة الشهيرة التي استضافها الملعب البلدي بالقنيطرة ، وكذا الخروج المدوي للجيل الذهبي المونديالي في نصف نهائي كأس افريقيا للامم سنة 1988 التي جرت أطوارها في الدارالبيضاء وهذه المرة على يد اصدقاء كوندي وطاطاو وماكيليلي. ويرى المراقبون الرياضيون أن المعطيات على الأرض تصب في صالح المنتخب المغربي ، الذي سيدخل المواجهة مكتمل الصفوف بعد عودة مجموعة من الركائز الأساسية وفي مقدمتها الكابيتانو مهدي بنعطية الذي وقع خلال الأسبوع المنصرم على حضور جيد مع فريقه جوفنتيس في مواجهة إي سي ميلانو ، علاوة على عودة المارد حكيم زياش الذي يبصم على مباريات جيدة رفقة اجاكس امستردام ، إضافة الى يونس بلهندة و امين حاريث . وتحدو أشبال الناخب الوطني الفرنسي هيرفي رونار رغبة جامحة في محو الصورة الباهتة التي طبعت أداءهم خلال المواجهة المزدوجة الأخيرة ضد منتخب جزر القمر ،و التي خلفت موجة انتقادات عارمة همت الاختيارات التكتيتية و البشرية للمدرب رونار ، و عابت عليه اعتماده خطة لعب عقيمة و اقحامه للاعبين يفتقدون للتنافسية و تهميشه للاعبين يبصمون على حضور جيد في عدد من البطولات الأوربية. وفي قراءة للائحة اللاعبين الذين استدعاهم رونار للدخول في معسكر تدريبي استعدادا لمواجهة منتحب الكاميرون ، يلاحظ أن الناخب الوطني فطن للعمق المسجل على مستوى الجهة الهجومية و استعان مجددا بخدمات الجناح سفيان بوفال المتألق حاليا رفقة فريقه سيلتا فيكو في الليغا الاسبانية ،و الذي يمكن أن يخلق متاعب لدفاع المنتخب الكاميروني بفضل قوة اختراقاته . ويؤكد المحللون الرياضيون أنه كيفما كانت التشكيلة التي سيدخل بها المنتخب المغربي هذه المواجهة المصيرية ، فإن المؤمل لدى الجمهور المغربي ،المتيم في حب منتخبه، هو أن يكرر رونار نفس السيناريو مع فيلة الكوت ديفوار بأن يفك عقدة الأسود غير المروضة ، ويعيد رسم ملامح التفاؤل من جديد, و يفتح للمغرب باب التأهل الى العرس الافريقي بمصراعية . من جهته ، يمر منتخب الكاميرون بأوقات عصيبة بالرغم من تصدره ترتيب المجموعة الثانية ، حيث انتقدت وسائل الإعلام المحلية المردود الذي طبع اداء اشبال الناخب الهولندي كليروناس سيدور سواء ضد منتخب جزر القمر أو منتخب المالاوي ، مطالبة سيدورف بمراجعة اختياراته قبل فوات الآوان. وفي تصريحات صحفية أدلى بها قبيل هذه المواجهة ، لم يخف سيدورف تخوفه من هذه المباراة التي وصفها بالصعبة ، مبرزا أن المنتخب المغربي "يعد من أفضل المنتخبات على الساحة الإفريقية حاليا، وأنا على يقين بأن مواجهته ستكون صعبة، خاصة أنهم اكتسبوا الخبرة بعد المشاركة في كأس العالم الأخيرة، رغم أن الحظ لم يحالفهم في العديد من المباريات". و استطرد النجم السابق لكرة القدم الهولندية قائلا "سنسعى لحسم نتيجة المباراة وتقديم أداء جيد خلالها،(..) أعلم أن المغرب سيبحث بدوره على تحقيق الانتصار، و أتمنى أن نقدم معا مباراة من المستوى الكبير". و يحتل المنتخب المغربي المركز الثاني بسبع نقاط، جمعها من فوزين على منتخبي الملاوي (3-0) وجزر القمر (1-0) ، وتعادل مع جزر القمر (2-2) ، مقابل هزيمة واحدة في الدورة الأولى (0-1) أمام منتخب الكاميرون، الذي يتصدر المجموعة بثماني نقاط. أما منتخب المالاوي فيحتل المركز الثالث بأربع نقاط، فيما يقبع منتخب جزر القمر في المركز الرابع والأخير بنقطتين. وسيحل المنتخب الوطني المغربي في الجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية ضيفا على منتخب المالاوي يوم 23 مارس 2019. ويتأهل إلى النهائيات صاحبا المركزين الأولين في كل مجموعة من المجموعات الإثنى عشر، باستثناء المجموعة الثانية التي سيتأهل عنها الوصيف في حال بقيت الصدارة للكاميرون، أو المتصدر في حال لم تكن الصدارة من نصيب هذا الأخير.