استبشر سكان منطقة بومية بنواحي إقليم ميدلت بالحملة الطبية التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، حيث تقدم لهم خدمات صحية وطبية عديدة. وتهم هذه الحملة الطبية، التي تستمر إلى غاية تحقيق أهدافها الإنسانية، ساكنة المناطق القروية الجبلية التي تعاني من قساوة المناخ ومن آثار التساقطات الثلجية والمطرية التي تعرفها المنطقة. وتهدف هذه الحملة، حسب بلاغ للمؤسسة، إلى تمكين أكبر عدد من السكان المعوزين بالمنطقة من الولوج إلى العلاجات الطبية، من خلال خدمات تتعلق بالعلاج والكشف متعدد التخصصات. واعتبر الدكتور فريد الطنجاوي الجزولي، مدير القطب الإنساني بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها "حملة طبية للقرب" لتقديم الاستشارات الطبية وعلاج سكان المنطقة من الأمراض الموسمية التي تصيبهم في مثل هذه الفترة من السنة، مثل الربو وأمراض الصدر والروماتيزم والجهاز التنفسي. وأبرز أن الحملة متعددة التخصصات وتروم التوعية والوقاية والعلاج، موضحا أن الطاقم الطبي يقوم، في سياق هذه المرحلة الأولى، بتقديم استشارات طبية وتشخيص الأمراض وتقديم العلاجات الضرورية للساكنة. وتشمل الحملة الطبية أيضا خدمات الطب الباطني، وطب الأطفال، وصحة الأم، وطب الأسنان، وطب العيون، والطب البيولوجي، والكشف بالأشعة، والكشف عن الإعاقة الجسدية قصد صناعة أجهزة التقويم الملائمة. وكشف الدكتور فريد الطنجاوي الجزولي أنه تم خلال اليوم الأول من الحملة الطبية (يوم ثالث نونبر الجاري) القيام بحوالي 1023 استشارة طبية، مشيرا إلى أنها مفتوحة في وجه الجميع وتشمل الرجال والنساء من مختلف الفئات والأعمار والأطفال والأشخاص المسنون. وأضاف أن عدد أفراد الطاقم الطبي سيستمر في الارتفاع من أجل تعزيز الفريق المشارك في هذه العملية التضامنية والمتكون حاليا من 11 طبيبا و14 ممرضا وممرضة، وأربعة تقنيين، والعديد من أطر المؤسسة وأطباء متطوعون تابعون لجمعيات متعاقدة وأطقم من المندوبية الجهوية للصحة. وأوضح أنه تمت تعبئة سبع وحدات طبية مجهزة وصيدلية، وسيارة إسعاف، وتجهيزات أخرى للمساعدة في القيام بالمهام المطلوبة.
من جهتها، قالت فاطمة شبعتو، المندوبة الإقليمية للصحة بميدلت، إن العملية جد إيجابية بالنسبة للساكنة المحلية، و"قد تشرفنا بقدومها". وأشارت السيدة شبعتو، في تصريح مماثل، إلى أن الساكنة تستفيد من تواجد الطاقم الطبي للحملة، خاصة مع موجة البرد القارس التي تعرفها المنطقة، مما يؤدي إلى صعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية. وأشادت بعمل هذه الحملة التي تنظم في أحسن الظروف، سواء من حيث الاستقبال الجيد للساكنة التي ترغب في الاستفادة من خدماتها، أو تقديم الاستشارة الطبية والعلاج اللازم، خاصة أنها تشمل العديد من خدمات التخصصات الطبية التي تغني الساكنة عن الذهاب إلى أماكن أخرى. ووصفت الخدمات المتوفرة ضمن أعمالها بأنها متكاملة، مشيرة إلى المساهمة التي تقدمها المندوبية الإقليمية للصحة من حيث تطوع عدد من الأطباء والممرضات مع تعبئة الإمكانيات المتاحة للمساعدة في إنجاز مهام هذه الحملة الطبية. ويهدف برنامج الحملات الطبية المتنقلة، الذي أعطيت انطلاقته سنة 2003 تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى تحقيق تكافؤ الفرص في الولوج للخدمات الطبية الأساسية لفائدة الساكنة المعوزة، التي يتعذر عليها الولوج إلى البنيات الاستشفائية، وذلك لأسباب تتعلق بالبعد الجغرافي و/أو غياب التغطية الإجتماعية، وتوفير علاجات لأكبر عدد ممكن من الأشخاص. كما يروم المساهمة في تحسين الصحة بالوسطين القروي وشبه الحضري، وتمكين الساكنة التي توجد في وضعية هشاشة وتعاني العوز من الخدمات الطبية المجانية، والمشاركة في جهود الوقاية ومحاربة الأمراض المزمنة.