انعقدت أمس الاثنين بالعاصمة الشيلية سانتياغو أشغال الدورة الخامسة من المشاورات السياسية بين المغرب والشيلي برئاسة كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، منية بوستة، ونائبة وزير العلاقات الخارجية الشيلي، كارولينا فالديفيا. وشكل هذا الاجتماع مناسبة لاستعراض العلاقات الثنائية وتحديد آفاق تعزيزها مستقبلا في مختلف المجالات على الخصوص السياسية والاقتصادية والثقافية من أجل تقوية روابط التعاون الثنائي لخدمة مصالح البلدين. كما استعرض الجانبان سلسلة من محاور التعاون من ضمنها التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتعاون البرلماني والتعاون الثلاثي الأطراف المغرب-افريقيا-الشيلي. وحرصت المسؤولة الشيلية في هذا السياق "باسم رئيس الجمهورية، على تهنئة المملكة المغربية بشأن ريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبخصوص سياسة المملكة في افريقيا وعودة المغرب الى كنف الاتحاد الافريقي والموافقة المبدئية بشأن انضمام المغرب للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)". كما أبدت ارتياحها لوضعية علاقات التعاون بين المغرب والشيلي "التي تتعمق بشكل أكبر من خلال عقد هذا الاجتماع المتعلق بالمشاورات السياسية، في مختلف المجالات التي تعرف تكاملا بين الطرفين بفضل المؤهلات التي يزخر بها البلدان". وفي الشأن الاقتصادي، أعرب الجانب الشيلي عن رغبته في تعزيز التعاون مع المغرب في مجالات الطاقة الشمسية والريحية على الخصوص بين هيئة تعزيز الانتاج "كورفو" والوكالة المغربية للطاقة المستدامة "مازين". وبخصوص التعاون البرلماني، ثمنت السيدة بوستة القراري ن اللذين اعتمدهما الكونغرس الشيلي، جيث كان مجلس الشيوخ بجمهورية الشيلي قد صادق مطلع يناير الماضي على قرار بدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بعد أقل من أسبوع من المصادقة على قرار مماثل من قبل مجلس النواب الشيلي. وبشأن التعاون الثلاثي الأطراف المغرب-افريقيا-الشيلي، أبرزت المسؤولة المغربية أن المملكة، بفضل السياسية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أبرمت أزيد من 1500 اتفاق مع البلدان الافريقية تهم مجالات مختلفة. وأكدت أن المغرب أول مستثمر بغرب افريقيا والثاني بافريقيا، مسلطة الضوء على مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا الذي سيربط الموارد النيجيرية من الغاز بدول غرب افريقيا والمغرب. وسيمتد هذا الأنبوب على نحو 5660 كلم وسيكون مساره مختلطا بين البر والبحر. وفي تصريح للصحافة، ذكرت فالديفيا أن هذا الاجتماع مكن من تحديد نقاط ومحاور التعاون مع المغرب والمواقف المشتركة ذات الصلة بالقضايا الدولية. وقالت في هذا الصدد "لقد تقاسمنا وجهات نظرنا بخصوص العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وحددنا المحاور التي سنواصل تحقيق تقدم على مستواها بشكل ملموس مع المغرب"، مجددة رغبة الشيلي في "إرساء أفضل علاقات الصداقة مع المغرب". وفي تصريح مماثل، أبرزت بوستة أن الشيلي شريك اقتصادي هام جدا بأمريكا اللاتينية بالنظر الى الدينامية التي تميزه. وقالت بهذا الخصوص "إن علاقاتنا مع الشيلي متميزة وتعززت بعد الزيارة الملكية، لقد توطدت في العديد من المجالات على الخصوص الثقافية والبرلمانية فضلا عن تبادل الزيارات" . مشددة على ان المغرب والشيلي يتقاسمان العديد من الطموحات من ضمنها الرغبة في تطوير الصادرات وتنويع الاقتصاد، فضلا عن تعزيز الفلاحة والصيد البحري والطاقات المتجددة. وعلى إثر هذا الاجتماع، وقعت السيدتان بوستة وفالديفيا على اتفاق للتعاون بين الأكاديمية المغربية للدراسات الديبلوماسية والاكاديمية الديبلوماسية "أندريس بيو" للشيلي. وضم الوفد المغربي على الخصوص سفيرة المغرب بالشيلي، كنزة الغالي ومديرة الشؤون الأمريكية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بشرى بودشيش.