نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا تحليليا للكاتبة تسفيا غرينفيلد تدعو فيه إلى ضرورة التساهل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود، وذلك في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي. وقالت تسفيا غرينفيلد، حسب ما أورده موقع الجزيرة على الانترنيت، إن محمد بن سلمان آل سعود هو "الزعيم الذي كانت تنتظره إسرائيل منذ خمسين عاما"، وإن "عزله يعتبر مدمرا بالنسبة لإسرائيل". وتقول الكاتبة إن الإسرائيليين ظلوا لخمسة عقود يصلون ويرجون من أجل حضور زعيم عربي رئيسي يوافق على توقيع اتفاق هام مع إسرائيل، مؤكدة أن هذا القائد قد وصل أخيرا ممثلا في محمد بن سلمان. وتصف غرينفيلد مقتل خاشقجي بقصص الرعب التي تحدث في بلدان مثل سوريا والصين وإيران وروسيا وكوريا الشمالية. وتضيف أن هناك الآن تسجيلات وأشرطة فيديو تشير إلى تعرض جسد الصحفي للتقطيع إلى أشلاء. وتضيف أن السبب الكامن وراء هذا العمل الشنيع -الذي يذكر المرء بما يستحضره "الأخوان كوين" في أفلامهما- ليس واضحا تماما. وتقول الكاتبة إنه لا ينبغي للمرء أن يتعامل مع أي قتل بسهولة ولا سيما القتل الشنيع الذي ترتكبه حكومة شريرة، غير أنه بسبب العواقب السياسية التي تنطوي عليها هذه القصة فإنه يعتبر من الجدير بالإسرائيليين تأمل هذه الحادثة فترة أطول. وتضيف "من الممكن أن البيت الملكي السعودي -مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- لا يتحمل أي انتقاد، وأنه لهذا السبب ربما تقرر القضاء على هذا الصحفي المارق". وتقول إنه يمكن أن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حانقا على وضع السعودية الذي أخذ يتعزز في العالم في الآونة الأخيرة، وخاصة في ظل العلاقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتضيف أن أردوغان ربما يعتبر حانقا أيضا على الدور المركزي الذي يلعبه محمد بن سلمان في التحالف الإقليمي الذي يهدف إلى وقف النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط، وأن "هذا هو السبب في عزم أردوغان تشويه صورة ولي العهد السعودي". إذلال السعوديين وتقول الكاتبة الإسرائيلية إن أردوغان قد يكون يرغب في إذلال السعوديين، غير أن هدفه الرئيسي ربما إحباط الخطة التي ابتكرها ترامب ومحمد بن سلمان لتشكيل تحالف إقليمي برعاية الولاياتالمتحدة -وهو تحالف يضم إسرائيل ودول الخليج والسعودية والأردن ومصر وربما العراق. وتوضح الكاتبة أن الهدف المشترك لهذا التحالف هو الوقوف في وجه إيران التي تشكل خطرا عليهم جميعا. وتقول إن تركيا -التي تناضل من أجل موطئ بالعالم العربي الإسلامي- لا تسعى فقط لقيادة العالم السني ولكنها تسعى أيضا لتصوير إسرائيل بأنها استعمار أجنبي مزروع بالشرق الأوسط. وتوضح أن أي إضفاء لشرعية إسرائيل -بفضل تحالفها مع دول عربية- من شأنه أن يترك آثارا سلبية على أردوغان. وتتحدث الكاتبة بإسهاب عن تنافس تركيا مع السعودية وعن أثره على الانتخابات النصفية الأميركية، وتشير لكون محمد بن سلمان يعتبر الحليف الأقوى لترامب في المنطقة، وإلى أن اليسار في أميركا يتحفز مبتهجا لاستغلال حادثة القتل السعودية ضد ترامب وكأنه عثر على كنز دفين، وذلك بعد أن نجا من عواصف وأزمات داخلية. وتقول أيضا إنه من الضروري أن تتعامل إسرائيل مع محمد بن سلمان بنعومة، وإنه إذا ما وُضعت مبادرة السلام على الطاولة فإنها ستمنح ولي العهد السعودي الفرصة لممارسة الضغوط، وتضيف بأنه هو الزعيم الذي يرغب في إضفاء الشرعية على إسرائيل، وذلك قبل شروعه في التعاون المفتوح معها. وتقول إن الدعوات لإقالة هذا "الزعيم العربي" الذي انتظره الإسرائيليون طويلا تعتبر دعوات مدمرة وتتناغم كثيرا مع سياسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تجاه إسرائيل. وتختم بالقول إن أي شخص -ينتظر عالما يسوده العدل بشكل كامل- عليه أن يناضل طوال حياته مع الشر المطلق.