أفاد تقرير للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، بأنه ينبغي على العالم إحداث تغييرات "لم يسبق لها مثيل" تتعلق باستهلاك الطاقة والسفر والبناء لمواجهة تغير المناخ وإلا فإنه يجازف بالمزيد من موجات الحر والعواصف المطيرة والجفاف في بعض المناطق إلى جانب اختفاء بعض الكائنات الحية. وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة، في بيان اليوم الاثنين لإعلان نتائج التقرير، إن محاولة الحد من ارتفاع درجات الحرارة بحيث تزيد 1.5 درجة مئوية فقط وليس درجتين كما جاء في محادثات اتفاق باريس عام 2015 "سيعود بمنافع واضحة على الناس والأنظمة البيئية الطبيعية". وذكر التقرير أن المعدل الحالي للاحتباس الحراري يعني أن ارتفاع درجات الحرارة في العالم سيصل إلى 1.5 درجة مئوية على الأرجح بين سنتي 2030 و2052 بعد زيادة قدرها درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية في منتصف القرن التاسع عشر. وأشار إلى أن هدف 1.5 درجة مئوية سيحد من وتيرة ارتفاع منسوب مياه البحار بواقع 0.1 متر بحلول سنة 2100 مقارنة بهدف الدرجتين المئويتين. وقد يؤدي هذا إلى الحد من الفيضانات ويمنح سكان السواحل والجزر ودلتا الأنهار وقتا للتكيف مع تغير المناخ. وذكر التقرير أن هدف 1.5 درجة مئوية سيحد أيضا من الانقراض واختفاء الأنواع وتأثر الأنظمة البيئية الساحلية والبرية والمائية. واجتمعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في مدينة إنتشون في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي لوضع اللمسات الأخيرة على التقرير الذي جاء بناء على طلب الحكومات الموقعة على اتفاق 2015 لتقييم جدوى وأهمية الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية. ولاحتواء ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، ينبغي خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم نحو 45 في المئة بحلول عام 2030 مقارنة بمستوياتها سنة 2020 على أن تصل إلى "صفر" بحلول منتصف القرن. وأفاد ملخص التقرير بأن الطاقة المتجددة يتعين أن تتكفل بتوليد نسبة 70 بالمئة إلى 85 بالمئة من الكهرباء بحلول 2050 للبقاء عند سقف 1.5 درجة مئوية مقارنة بحوالي 25 في المئة الآن.