أبرزت صحيفتا "لاإستريا" و"لابرينسا" البنميتين، في مقالين منفصلين، "التواطؤ" القائم بين إيران، من خلال ذراعها السياسي والعسكري حزب الله، وحركة "البوليساريو" الانفصالية، وهو تحالف يسعى لزعزعة الاستقرار وبث الفوضى في شمال إفريقيا، على الخصوص. وتوقفت صحيفة "لاإستريا"، في هذا الصدد، عند مشروع القانون الذي تقدم به أعضاء في الكونغرس الأمريكي لإدانة التواطؤ بين إيران والبوليساريو، وكذا أهداف طهران المزعزعة للاستقرار في منطقة شمال إفريقيا وغيرها. وأشارت اليومية إلى أن هذا المشروع، الذي قدمه العضو الجمهوري بالكونغرس، جو ويلسون، وكذا زميليه كارلوس كوربيلو (جمهوري)، والديمقراطي جيري كونولي، يؤكد مجددا على العلاقة التي تجمع بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، ويدين إيران التي "تقدم دعما ماديا وماليا لمنظمات إرهابية مثل حزب الله، الذي صنفته الولاياتالمتحدة كمنظمة إرهابية دولية". وأضافت أن النص يدعو، من جهة أخرى، الرئيس دونالد ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو، وممثلة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة إلى دعم الجهود الأممية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية لقضية الصحراء، تماشيا مع موقف واشنطن، التي وصفت مقترح الحكم الذاتي المغربي، في أكثر من مناسبة، بأنه "جدي وذو مصداقية وواقعي". من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية جددت، في أبريل الماضي، على لسان المنسقة السياسية ببعثتها لدى الأممالمتحدة، إيمي تاشكو، أمام أعضاء مجلس الأمن عقب اعتماد القرار 2414، التأكيد على أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يظل ''جديا وذا مصداقية وواقعيا''، ويمثل مقاربة كفيلة بإيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء. وقالت تاشكو، تورد الصحيفة، ''ما نزال ننظر إلى المخطط المغربي للحكم الذاتي على أنه جدي وذو مصداقية وواقعي، ويمثل مقاربة كفيلة بتلبية تطلعات ساكنة الصحراء (...) لتدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة". من جهتها، كتبت صحيفة "لابرينسا"، في مقال للأستاذ بجامعة بنما، إيوكليديس تابيا، المتخصص في العلاقات الدولية، أن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بعد رصد وجود "علاقات فعلية قائمة" بين جبهة البوليساريو وحزب الله، الذي وصفته الجريدة بكونه "أحد الأذرع المسلحة الدولية الرئيسية لإيران". وأضافت أن قرار المملكة "يستند إلى أدلة ملموسة على أعمال عدائية من قبل إيران التي تعمل، بتواطؤ من الجزائر ومن خلال حزب الله، على إعادة تسليح جبهة البوليساريو بمعدات عسكرية متطورة، لاستفزاز المغرب''، لاسيما "على إثر المنعطف الجديد في السياسة الخارجية للمملكة، المتمثل في التوجه نحو إفريقيا". وخلص كاتب المقال، وهو أيضا مدير مدرسة العلاقات الدولية التابعة لجامعة بنما، إلى أنه "يبدو واضحا أن إيران، وعلى الرغم من الاحتجاجات الداخلية التي تعيشها وتراجع اقتصادها، لم تكف عن توجيه مبالغ مالية ضخمة وموارد نحو كيانات تابعة لها أو ميليشيات في بعض البلدان العربية، أو خلايا إرهابية".