اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الجمعة، بحلول ذكرى أحداث أكتوبر 1988، حيث كتبت صحيفة "ليبيرتي" أنه بعد مرور 30 سنة على هذه الأحداث، ما يزال أولئك الذين عاشوها غير متفقين على دواعيها ونتائجها، معللة ذلك بأنه بين طرح انتفاضة شعبية جاءت لتعبر عن غضب تم احتواؤه لمدة طويلة، واستغلال سياسي تم القيام به من أجل تسوية صراع الأجنحة على مستوى القمة، فإنه لا الشهود ولا المؤرخين لم يفصلوا في الأمر بشكل نهائي. واعتبرت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن كل المقومات كانت متوفرة في أكتوبر 1988 لانفجار شعبي، كان من الضروري أن يقع بشكل حتمي، علما بأن أحداثا سابقة كانت قد شكلت إرهاصات له، من قبيل الربيع الأمازيغي لسنة 1980، وأحداث القصبة بالجزائر العاصمة سنة 1985 ، ثم أعمال الشغب بقسنطينة. ويرى صاحب الافتتاحية أن أحداث أكتوبر 1988 استعملت في تصفية حسابات داخل النظام وفي إطلاق "إصلاحات سياسية واقتصادية"، دون قناعة كبيرة وبجرعات صغيرة، حتى لا يتم الابتعاد عن الفلسفة المتجذرة للحزب الوحيد. وأوضح أن ذلك قاد إلى جزائر اليوم "مع جبهة التحرير الوطني قوية جدا، ومعارضة مسموعة بالكاد، وحياة سياسية متقهقرة، وفساد مستفحل، واقتصاد رهين بسعر برميل النفط، ووضع اجتماعي سيء". من جهتها، كتبت صحيفة "ليكسبريسيون" أنه بعد مرور 30 سنة على أحداث "باب الواد والشهادة"، جفت الدماء بكل تأكيد، لكن الجروح لم تندمل بعد. وأضافت أن الجزائري لا ينسى أنه ومن أجل انتزاع حقه في حياة أفضل كان عليه أن يدفع ثمن ذلك، مسجلة أن هناك تواريخ ستطبع إلى الأبد تاريخ الجزائر المستقلة، وأن تاريخ 5 أكتوبر واحد منها، حيث أدت "أصوات الأطفال" إلى زعزعة الأرض من تحت أقدام النظام، تاريخ يشبه كثيرا تاريخ الفاتح من نونبر 1954 الذي حرر الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي. وذكرت الصحيفة بأنه في سنة 1988، أي قبل 23 سنة على اندلاع الربيع العربي، عاشت الجزائر ربيعها، مسجلة أنه في ذلك اليوم تحدى آلاف الشباب الحظر بالخروج إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجهم على سوء أوضاعهم المعيشية، ممثلة في نفاد المواد الأساسية، وأزمة السكن، وتدهور القدرة الشرائية، والتضييق على الحريات، فلا شيء كان على ما يرام بالجزائر، حيث كانت الأوضاع الاجتماعية قد بلغت منذ سنوات خلت حدا لا يطاق، مؤكدة أن الساكنة التي كانت قد تجاوزت جرعتها من الوعود التي تم إخلافها وشعارات رنانة وشعبوية، كانت تتطلع إلى التغيير. وذكرت صحف أخرى بأن محاولة نظام الشادلي بن جديد للحيلولة دون انتشار الانتفاضة الشعبية، التي اندلعت في الجزائر العاصمة في أكتوبر 1988، إلى مناطق أخرى بالبلاد، عرفت فشلا ذريعا، بعدما امتدت إلى أغلب مناطق البلاد، ومنها منطقة القبائل، التي كانت قد كسرت، ثماني سنوات من قبل، أي سنة 1980، جدار الخوف...