تعيش مكونات نادي الرجاء الرياضي البيضاوي منذ أزيد من أسبوع على إيقاع تعبئة شاملة ،و الهدف الدفع بفريق القلعة الخضراء إلى الظفر بتذكرة المرور للمربع الذهبي من منافسات كأس الكونفدرالية الفريقية لكرة القدم (الكاف) ، عندما يستقبل الأحد المقبل بالمركب الرياضي محمد الخامس في الدارالبيضاء فريق كارا برازافيل الكونغولي، وتأكيد نتيجة الفوز بهدفين لواحد خلال لقاء الذهاب . وبالرغم من كونه خطى الخطوة الأصعب إلى المربع الختامي إلى أن الفريق الأخضر ،الذي غاب عن منصات التتويج في المنافسات الافريقية لعدة سنوات عاقد العزم للبصم خلال موقعة الاياب على مباراة جيدة نتيجة وأداء تؤكد المسار المتميز الذي وقعه منذ دخوله غمار هذه المنافسة القارية سواء داخل أو خارج ميدانه . و يبدو أن الأداء المقنع الذي يقدمه اشبال المدرب الاسباني خوان كارلوس غاريدو، وعودة الدفء الى البيت الرجاوي خاصة بعد انتخاب جواد الزيات مؤخرا رئيسا جديدا للفريق و امتياز اللعب في الميدان وعلى الأرضية المعشوشبة الجميلة لمركب محمد الخامس الملقب ب"ملعب الرعب" ، و كذا المؤازرة الجماهيرية الكبيرة ، علاوة على العزيمة الاكيدة للاعبين ، الذين يمنون النفس ببلوغ الدور النهائي لهذه المنافسة القارية ، عوامل من بين أخرى من شأنها تحفيز "الرجاء العالمي "على المضي قدما نحو المباراة النهائية وإحراز لقب غاب عن خزائن النادي منذ سنة 2003 تاريخ فوز الرجاء بأول كاس للاتحاد الأفريقي على حساب كوطن سبور الكامروني. ويدرك المسؤولون في فريق الرجاء البيضاوي، أن التأهل إلى المربع الذهبي في هذه البطولة القارية، سيضمن سيولة مالية هامة ، من شأنها مساعدة الفريق على تجاوز الأزمة المادية الخانقة التي يمر بها، والتي كانت سببا في الاخفاقات التي عاشها الفريق الاخضر ، وهو ما جعل ادارة الفريق تبادر الى وضع بعض الحوافز المالية للاعبين، من أجل مواصلة المشوار الأفريقي بنجاح. وفي قراءتهم لهذه المباراة، يجمع المحللون الرياضيون على أن الصحوة التي تشهدها كرة القدم المغربية في الآونة الاخيرة سواء على مستوى منتخب الكبار ، الذي وقع على حضور جيد في مونديال روسيا و ،فوز الفريق الوطني ببطولة افريقيا للاعلبين المحليين ،و تتويج الوداد الرياضي بلقب بطل عصبة الابطال الافريقية ،و كذا الحضور المتميز للأندية المغربية في المنافسات الافريقية ، سيكون لها الأثر الايجابي على نفسية لاعبي الرجاء للبصم على مباراة متميزة تربط حاضر النادي بماضيه التليد الغني بالألقاب و البطولات على الصعيدين الوطني و القاري. و أكدوا أن عبور الفريق إلى المربع الذهبي يمر بالضرورة عبر تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة الاياب ، مبرزين أن فريق الذي يتمتع بعمق في اللعب و يطبق باحترافية الخطط و الجمل التكتيكية التي يرسمها المدرب غاريدو يبصم في اللاونة الاخيرة على أداء جيد ممزوج بالفرجة الكروية التي غالبا ما ميزت الفريق الأخضر عن باقي الفرق المغربية . وما يبعث الارتياح في صفوف فريق الرجاء الرياضي ،كون اللاعبين يتعاملون باحترافية مع الظروف و الاجواء التي ستمر فيها المباراة ، حيث أكدوا في تصريحات لوسائل الاعلام عقب مباراة الذهاب أن النتيجة المحققة في الكونغو لا تعني أن الفريق ضمن رسميا مقعده في نصف النهائي ،مشددين على ضرورة عدم استصغار الخصم وخوض المباراة بالجدية اللازمة. و في هذا السياق، اعتبر العميد بدر بانون أن تحقيق الفوز في لقاء الذهاب " لا يعني بتاتا أننا حسمنا التأهل الى المربع الذهبي "، مشددا على أن لقاء الاياب " يتطلب الكثير من الحيطة و الحدر من خصم متمرس على الساحة الافريقية ". و أضاف بانون أن عناصر فريق الرجاء الرياضي، تحذوها رغبة جامحة لتحقيق نتيجة ايجابية ،و تنظر من الجمهور الغيور تقديم الدعم الكامل. من جهته ، حذر المهاجم ، زكرياء حدراف، من مغبة الاستهتار بفريق كارا برازافيل، في مباراة إياب ربع نهائي الكونفدرالية، مؤكدا أنه "بالرغم أن الفوز ذهابا يحقق أفضلية لنا، لأننا انتصرنا على ملعب المنافس، إلا أن هذا لا يعني أننا حسمنا التأهل رسميا، بل هناك مباراة أخرى من 90 دقيقة، وينبغي التعامل معها بالجدية اللازمة". و استطرد قائلا "ندرك أن هناك جمهورا عريضا ينتظر منا الكثير، وسنحاول إسعاده بتحقيق التأهل، ومواصلة المشوار حتى آخر محطة في هذه المسابقة.