سيكون ملعبا المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء والمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، زوال اليوم الثلاثاء، قبلة لعشاق الساحرة المستديرة للاستمتاع بطبقين كرويين من المستوى الرفيع، وذلك برسم منافسات دور نصف نهاية كأس العرش لكرة القدم لموسم 2011-2012، حيث يحتضن الأول نهاية قبل الأوان في ديربي بيضاوي يجمع بين الوداد (9 ألقاب) والرجاء (6 ألقاب)، فيما يستضيف الثاني ديربي العدوتين بين الجمعية السلاوية (القسم الوطني الثاني) والجيش الملكي صاحب الرقم القياسي (11 لقبا). وإذا كان من الصعب التكهن بنتيجة الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء، الذي يستأثر كما هي عادته دائما، باهتمام جميع متتبعي الشأن الرياضي الوطني اعتبارا لتاريخ الفريقين الحافل بالألقاب ولما يشكله من موعد كروي يغري بالمتابعة، فإن ديربي العدوتين، وعلى الرغم من كون الكفة فيه تبدو راجحة على الورق لفائدة الفريق العسكري، فإنه يبقى مفتوحا على جميع الاحتمالات ولن يبوح بجميع أسراره إلا مع الصافرة النهائية، فقط لكون مسابقة كأس العرش لا تعترف بالتراتبية وتنتفي فيها الفوارق بل وتتساوى فيها الحظوظ.
وتأتي أول مواجهة هذا الموسم بين القلعتين "الحمراء والخضراء" والفريقين في أوج عطائهما على المستوى الوطني حيث يتربع فريق الرجاء على كرسي الزعامة بمجموع 12 نقطة من أربع انتصارات متتالية، في حين بدأ فريق الوداد، الذي خرج من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية خاوي الوفاض، يتعافى إثر تعاقده مع بادو الزاكي وبعد بداية غير موفقة تحت إشراف الإسباني بنيطو فلورو، وارتقى إلى المركز الرابع بتسع نقاط.
كما أن الإخوة الأعداء عازمين هذا الموسم اعتمادا على مجموعتيهما الشابتين والمتجانستين على معانقة التألق واستعادة أمجاد الماضي بالنسبة للوداد والرجاء، الذي يعود آخر تتويج له إلى موسم 2001-2002 بالنسبة للأول و2004-2005 للثاني، وهو ما سيدفعهما إلى البحث عن نتيجة الفوز التي ستعطي دفعة قوية وشحنة معنوية كبيرة للفريق الفائز في أفق تحقيق المبتغى.
وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة، سيكون الفريقان مطالبين بتقديم عرض كروي يرقى لسمعتهما كفريقين كبيرين وكمدرستين عريقتين أثرتا وأثثتا ولازالتا المشهد الكروي الوطني بالعديد من المواهب التي كثيرا ما تألقت وأبدعت على المستطيل الأخضر.
واعتبارا لقيمة هذه الكأس الغالية، فمن المؤمل أن يقدم فريقا الوداد والرجاء عرضا كرويا مشرفا يرقى إلى سمعتهما ومكانتهما كقاطرتين لكرة القدم المغربية وحتى يساهما في إنجاح هذا الحدث، الذي شكل على الدوام، عيدا وعرسا كرويا متميزا بكل المقاييس.
أما مباراة نصف النهاية الثانية، التي ستجمع بين فريقي الجيش الملكي والجمعية السلاوية، فلن تحيد بدورها عن طابع الإثارة والتشويق، على اعتبار أن القاسم المشترك بين طرفيها يبقى هو بلوغ اللقاء النهائي للمرة 17 بالنسبة للأول والمرة الأولى للثاني الطامح إلى تسجيل اسمه ضمن قائمة الفائزين باللقب.
وعلى الرغم من كون الفرق في الإمكانات التقنية والبشرية يبقى واضحا بين الفريقين السلاوي والعسكري، إلا أن الضغط سيكون أكثر على أشبال المدرب الطاوسي، في الوقت الذي سيلعب أشبال الحسين أوشلا، العميد السابق لفريق الجيش الملكي، الذين ليس لهم ما يخسرونه، بأعصاب هادئة وبمعنويات عالية.
ويسعى فريق الجيش الملكي، الذي أصبح متخصصا في منافسات كأس العرش حيث خاض 16 نهاية وفاز ب11 منها، إلى مواصلة سيطرته على لقب هذه المسابقة، بيد أن المهمة لن تكون على الإطلاق سهلة أمام جار يعرف كل كبيرة وصغيرة على منافسه، ويعد العدة للدفاع عن كامل حظوظه.
فالفرق الأربعة في حالة استنفار بشرية وتقنية قصوى لخوض مباراتي نصف النهاية اللتان ستتسمان لا محالة بالندية والتكافؤ، ومن غير المستبعد أن تمتد للزمن الإضافي وربما إلى الضربات الترجيحية ومن ثمة فإنه يلزم التعامل مع مباريات من هذا الحجم بذكاء تكتيكي وبلغة واقعية بعيدا عن كل مجازفة غير محسوبة.
يذكر أن فريق الجيش الملكي سبق له أن نال اللقب 11 مرة سنوات 59 و71 و84 و85 و86 و99 و2003 و2004 و2007 و2008 و2009، فيما أحرزه فريق الوداد البيضاوي تسع مرات سنوات 70 و78 و79 و81 و89 و94 و97 و98 و2001، أما فريق الرجاء البيضاوي ففاز به ست مرات سنوات 74 و77 و82 و96 و2002 و2005، في حين سيحاول فريق الجمعية السلاوية بلوغ اللقاء النهائي ومن تم السعي لمعانقة أول لقب له في المسابقة.
وكان فريق الوداد البيضاوي قد بلغ المربع الذهبي عقب فوزه في دوري ثمن وربع النهاية بحصة 0-1 على فريقي أولمبيك خريبكة ورجاء بني ملال وكلاهما يمارسان في البطولة الاحترافية، في حين تأهل الرجاء البيضاوي على حساب فريقي حسنية أكادير 2-1 والكوكب المراكشي (القسم الثاني) 0-1.
أما فريق الجيش الملكي، فتأهل على حساب فريقي الاتحاد البيضاوي (القسم الثاني) 2-3 وشباب الريف الحسيمة (البطولة الاحترافية) 1-2، في حين حجز فريق الجمعية السلاوية بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي بفوزه على فريقي شباب أطلس خنيفرة (قسم الهواة) بالضربات الترجيحية 3-1 (0-0) والمولودية الوجدية (القسم الثاني) 1-0.