شكل الحفل الفني الذي أحياه، ليلة امس الجمعة بمنصة سلا، الفنانون ريم، كرافاطا وإيهاب أمير، مناسبة أخرى للتأكيد على ان المغاربة يحبون الفن والموسيقى ويكرهون كل من يدعو إلى الموت وكراهية الحياة، حيث لم يابهوا بدعوات بعض الاصوات النشاز لمقاطعة مهرجان موازين، هذه التظاهرة الفنية التي تحمل قيم السلام والانفتاح والتسامح والاحترام المتبادل.. ونجح الفنانون ريم، كرافاطا وإيهاب أمير، ليلة أمس الجمعة بمنصة سلا، في حفل افتتاح الدورة ال17 من مهرجان موازين إيقاعات العالم، كل على طريقته، في إمتاع الجمهور الذي حج بكثافة لمشاهدة هذا الحدث الموسيقي الكبير وافتتحت الفنانة الموهوبة ريم الأمسية أمام جمهور متعدد المشارب جاء للاستمتاع بصوتها القوي في منصة سلا المخصصة للموسيقى المغربية. بمزيج من الأنغام الشرقية والغربية، تنقلت ريم مزهوة بقفطان أبيض بين ريبيتوار الأغنية العربية ، مؤدية مقاطع من فن الراي المغربي مثل "يا الزينة ديري لاتاي"، و"وهران"، إضافة إلى بعض أغاني الشاب خالد ومجموعة ناس الغيوان، وأغاني كلاسيكية وطنية مثل "نداء الحسن"، قبل أن تختم بأغنية "كتبت ليك برية". بعد تغيير ديكور المنصة، تركت ريم ركح المسرح لمجموعة كرافاطا التي أعلنت منذ ظهورها عن بوادر أمسية مبهرة رفقة الفنان الشاب سليم بناني الذي حققت أغانيه نسب مشاهدة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد باقة من أغاني رددها الجمهور الحاضر في انسجام تام مع برنامج الامسية ، جاء دور خريج ستار أكاديمي النجم الشاب إيهاب أمير، الذي بدا منتشيا بالأصوات التي تنادي باسمه. وأدى إيهاب أمير مزيجا من أغانيه "السينغل" وبعضا من ريبرتوار الراي محفوفا بفرقة كوريغرافية تشع طاقة وحيوية فوق الخشبة . وكان أمير قد أكد خلال ندوة صحفية عشية الحفل أن الغناء في مهرجان موازين "حلم يتحقق" . وجسدت هذه الأمسية التطور الكبير الذي تشهده الموسيقى المغربية العصرية "الشبابية" في الوقت الحالي، مع الجيل الجديد من الفنانين الذي لا يتوانى عن دمج أنماط موسيقية مختلفة. وعلى غرار الدورات السابقة، ستجعل الدورة السابعة عشر من مهرجان موازين إيقاعات العالم، التي تمتد على تسعة أيام، من مدينتي الرباطوسلا، منصة التقاء وتناغم، يتقاسم فيها ومن خلالها الجمهور والفنانين على السواء لحظات فرح واحتفال ، في صورة تعبر عن أسمى وأرقى مشاعر التعايش والتسامح التي تبناها المهرجان كشعار له منذ ولادته . ويخصص موازين ،(من 22 إلى 30 يونيو)، الذي يساهم أكثر في الترويج للموسيقى المغربية ، نحو نصف برمجته للمواهب المغربية التي ذاع صيتها على المستوى العربي ، كما تمكن هذه التظاهرة الفنية التي تحمل قيم السلام والانفتاح والتسامح والاحترام المتبادل ، من الولوج المجاني ل 90 في المائة من حفلاتها الموسيقية لفائدة الجمهور ، مما يجعل الوصول إلى هذا الجمهور الشغوف والممتبع للمهرجان مهمة أساسية، كما يعد داعما أساسيا للاقتصاد السياحي الإقليمي وفاعلا في خلق صناعة الفرجة بالمغرب.