أكد النجم ليونيل ميسي شعوره ب "المرارة" بعد إضاعته السبت ركلة جزاء وتعادل منتخب بلاده الأرجنتين 1-1 مع منتخب ايسلندي تميز بالصلابة الدفاعية والروح القتالية، في أول مباريات المجموعة الرابعة ضمن مونديال روسيا 2018. وفشل الأرجنتينيون في استغلال خبرتهم الكبيرة التي قادتهم الى المباراة النهائية في آخر ثلاث بطولات كبيرة خاضوها (دون الفوز بأي لقب)، لتخطي عقبة المنتخب الاسكندنافي الذي يشارك في النهائيات للمرة الأولى. الا ان أبطال العالم 1978 و1986، تجنبوا على الأقل سيناريو 1990 حين خسروا مباراتهم الأولى أمام الوافد الجديد المنتخب الكاميروني (صفر-1)، دون ان يمنعهم ذلك من بلوغ النهائي للمرة الثانية تواليا بقيادة الاسطورة دييغو مارادونا، قبل ان يتنازلوا عن اللقب لصالح الألمان. وتحت أنظار مارادونا في ملعب سبارتاك في موسكو، كانت اللحظة الحاسمة في المباراة الأولى للمجموعة الرابعة إضاعة ميسي ركلة جزاء في الدقيقة 64، كانت لتمنح بلاده الأفضلية وتكسر التعادل، بعد تصد لافت من حارس ايسلندا هانيس هالدورسون. وقال ميسي بعد المباراة "أشعر بمرارة عدم القدرة على كسب النقاط الثلاث لأنني أعتقد أننا كنا نستحق ذلك". أضاف أفضل لاعب في العالم خمس مرات ونجم برشلونة الاسباني "كان الأمر صعبا (...) لم تكن لدينا مساحات لخلق المشاكل لهم. حاولنا اللعب بطريقة سريعة جدا، لكننا لم نجد المساحات التي أغلقت بشكل جيد". وتابع النجم الباحث عن لقب أول كبير مع المنتخب "رغم أنه لا يزال بامكاننا دائما التحسن، فقد كنا نستحق الفوز ولم نكن نتوقع أن نبدأ المنافسة بنقطة في المباراة الأولى"، معتبرا انه في هكذا مباراة "لا أحد يعطي" شيئا. في المقابل، لم يخف هالدورسون فرحته ب "حلم يتحول الى حقيقة بأن أتمكن من إنقاذ ركلة جزاء ينفذها ميسي، لاسيما أن ذلك ساعدنا للحصول على نقطة قد تكون هامة جدا بالنسبة لنا لمحاولة التأهل عن المجموعة". أضاف "راجعت الكثير من ركلات الجزاء التي نفذها ميسي" قبل المباراة، مضيفا "راودني شعور جيد بأنه سيسدد بهذه الطريقة". وحرم هالدورسون ميسي (30 عاما) الذي قد يكون مونديال 2018 الأخير له، من تسجيل هدفه السادس في مشاركته الرابعة في كأس العالم. كما أتت إضاعة ميسي لركلة الجزاء غداة تحقيق غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب خمس مرات أيضا، بداية مثالية للمونديال بتسجيله ثلاثية في مرمى اسبانيا منحت منتخب بلاده التعادل 3-3. واختبر الأرجنتيني عمليا واقعية التصريح الذي أدلى به قبل المباراة، عندما حذر من ان ايسلندا "أظهرت أن بإمكانها مقارعة أي منافس خلال كأس أوروبا الأخيرة"، في إشارة منه لبلوغ ال"فايكينغز" ربع نهائي كأس أوروبا 2016 في مشاركتهم الأولى وتخطيهم العملاق الإنكليزي في ثمن النهائي. وبدا لاعبو المدرب خورخي سامباولي عاجزين في مواجهة القوة البدنية والروح القتالية لمنافسيهم الذين لم يهتزوا حتى عندما افتتح سيرخيو اغويرو التسجيل للأرجنتين (19)، وردوا سريعا عبر ألفريد فينبوغاسون (23). وسيكون على الأرجنتين وميسي انتظار المباراتين المقبلتين ضد كرواتيا (21) ونيجيريا (26) لإعادة الزخم الى مسيرتهم في المونديال الذي ترتدي نسخته الحالية أهمية خاصة لنجم برشلونة، لأنها قد تكون الأخيرة له، وفرصته لاحراز لقبه الأول مع المنتخب الذي خسر معه أربع مباريات نهائية (كوبا أميركا 2007 و2015 و2015، ومونديال 2014). وقال ميسي بعد مباراة السبت "هذه نهائيات عالمية صعبة جدا. يجب أن نستمر (...) سنحاول الانتقال الى شيء آخر، لدينا يوم آخر للراحة وبدء الاستعداد للمباراة (المقبلة) ضد كرواتيا في 21 حزيران/يونيو". وعلى الجهة الايسلندية، أثبت رجال المدرب-الطبيب هيمير هالغريمسون أنهم قادرون على خلق المفاجأة وقهر الكبار كما في كأس أوروبا 2016. وعلى رغم صعوبة اختراق الدفاع الايسلندي، تجاهل سامباولي مهاجم يوفنتوس الايطالي باولو ديبالا الذي لم يكن ضمن التبديلات الأرجنتينية الثلاثة في اللقاء، بانتظار التوصل الى "تفاهم" حول كيفية اشراكه الى جانب ميسي بحسب ما أشار سامباولي عشية النهائيات. وأقر سامباولي السبت ان "وضع ليونيل ميسي لم يكن مريحا في اللقاء لأن منتخب ايسلندا لعب بطريقة دفاعية جدا. لم يحصل على المساحات التي يحتاج اليها لكن ما لا زلنا نؤمن بأنفسنا ونعلم أنه لدينا ما هو لازم" للنجاح. وعكر الإيسلنديون على الأرجنتيني خافيير ماسشيرانو احتفاله السبت بانفراده بالرقم القياسي لعدد المباريات الدولية مع بلاده بعدما خاض مشاركته ال144، متقدما بفارق مباراة على خافيير زانيتي. وكما كان متوقعا، اندفع الارجنتينيون منذ البداية بقيادة الثلاثي انخيل دي ماريا واغويرو وميسي، لكن الخطر كان ايسلنديا مرتين بسبب خطأين من ماركوس روخو، دون أن ينجح ألفريد فينبوغاسون (9) وبيركير بيارناسون (10) في وضع الكرة داخل الشباك. وانتظر ميسي حتى الدقيقة 17 ليسجل حضوره بتسديدة بعيدة صدها هالدورسون الذي انحنى في الفرصة التالية عندما وصلت الكرة الى أغويرو بعد تسديدة خاطئة من روخو، فسيطر عليها داخل المنطقة والتف على نفسه وأطلقها قوية في سقف الشباك (19)، مسجلا هدفه الأول في تاسع مباراة يخوضها في ثالث مشاركة في كأس العالم. ورد "الوافدون الجدد" سريعا عبر فينبوغاسون الذي سقطت الكرة أمامه عند نقطة الجزاء بعدما اعترض الحارس الأرجنتيني ويلي كاباييرو تمريرة عرضية، فتابعها في الشباك (23) وأصبح أول إيسلندي يسجل في المونديال. وأقفلت ايسلندا بعد ذلك المنافذ على ميسي ورفاقه ومنعتهم حتى من الوصول الى منطقة الجزاء، ما اضطرهم للتسديد من خارجها دون نجاح. وفي الشوط الثاني، دفع سامباولي بإيفر بانيغا بدلا من لوكا يبليا (54). واعتقد الأرجنتينيون أنهم حصلوا على فرصتهم عندما احتسبت لهم ركلة جزاء في الدقيقة 64 انتزعها ماكسيميليانو ميزا من هوردور ماغنوسون، لكن ميسي اصطدم بتألق هالدورسون. ورغم دخول كريستيان بافون ثم غونزالو هيغواين، عجزت الأرجنتين عن الوصول للشباك.