أدلى عزيز بوحدوز بتصريح مفصل حول ما حدث بالضبط، خلال اللقطة التي حطمت آمال الجمهور المغربي، وتسببت في هزيمة غير متوقعة للمنتخب المغربي أمام نظيره الإيراني، في المباراة الأولى للمنتخبين في مونديال 2018. وقال بوحدوز الذي سجل الهدف الوحيد في المباراة، في مرمى "الأسود" إنه حزين لما حدث مضيفا في تصريح لإحدى القنوات التلفزية الألمانية : "لقد كنت سعيدا عندما أقحمني المدرب، ولكن لسوء الحظ فقد كانت لحظة قصيرة جدا، وفي النهاية كانت كابوسا، عندما انزلقت الكرة من فوق رأسي نحو المرمى، وهذا ما لم يكن في حسابي، للأسف كنت اللاعب السيء الحظ، ولا أستطيع إلا أن أقدم اعتذاري لجميع الجماهير المغربية .. أعتقد أننا كنا نستحق تسجيل هدف الريادة، على أن يُسجل علينا .. لقد عملت منذ سنوات على تحقيق حلمي بالمشاركة في كأس العالم، لكن هذه هي كرة القدم، إنه شيء مرير بالنسبة لي ولفريقي .. من نقاط قوتي المساندة الدفاعية، وغالبا ما أسدد الكرة في الاتجاه الصحيح، ولكن اليوم حدث العكس، أجدد الاعتذار للجميع ". وعن سؤال حول ردة فعل عناصر المنتخب الوطني بعد لقطته، قال بوحدوز : "أعتقد أننا متحدون بيننا، وكما رأيتم بعد المباراة، فرفقائي اتجهوا نحوي لمساندتي، وأتمنى أن أساند فريقي في ما تبقى من المشوار.." ومني الفريق الوطني المغربي بشكل مفاجئ في الوقت المحتسب بدل الضائع بهزيمة ، بنيران صديقة، بهدف لصفر في المباراة التي جمعته بالمنتخب الايراني الجمعة 15 يونيو في سان بطرسبورغ، وهي الأولى له في مونديال روسيا. وسجل الهدف القاتل في المباراة اللاعب عزيز بوحدوز خطأ في مرماه في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. وسجلت بذلك النخبة الوطنية بشكل غريب أول هزيمة لها في تسعة عشر مباراة متتالية. وهي التي سيطرت وفق ما أكدته الإحصائيات على المباراة وهيمنت وسط الميدان وفي حيازة الكرة بنسبة 62 في المائة، وإن كانت حيازة عقيمة ومن دون أي فائدة ، وسيكون على المجموعة أن تعض أصابعها على عديد الفرص التي أضاعتها منذ بداية المباراة. وكان الفوز سيسمح للفريق بأن يتموقع بشكل مريح في باقي المباريات أمام البرتغال وإسبانيا. وانطلقت المباراة باندفاع قوي ضد الإيرانيين الذين ظلوا ملتصقين في معسكرهم، مما خلق فرصا قليلة لكن كان من الممكن أن تعطي نتائج، خاصة أثناء التدافع أمام ميدان الحارس بيرانفاند قبل ان يشتتها الدفاع الى ركنية في الدقيقة ال 19. وهي فرصة كانت سانحة وبدت الكرة وكأنها ترفض دخول الشباك. ودخل الفريق المغربي بقوة في المباراة منذ انطلاقها، وكان من الضروري تشتيت الكرات وإبطاء العمليات، وهي الاستراتيجية التي نهجها منذ البداية المدرب البرتغالي للفريق الخصم كارلوس كيروز، الذي سعى لإحداث القلق وإثارة انهيار في التركيز في صفوف اللاعبين المغاربة وإحباطهم من خلال إعاقة وكسر لعبهم. وهو ما صرح به كيروز بعد المباراة قائلا ”اعتمدت استراتيجيتنا على التأثير على معنويات الخصم ومشاكسته داخل ملعبه من خلال كسر لعب أعمدته الأساسية، وهو ما مكننا من خلخلة دفاع الخصم من خلال أوضح فرصة في الشوط الأول، ومنذ تلك اللحظة، تغير كل شيء“. وفي الشوط الثاني حاول الفريق الايراني التمرد على هذا النهج وقيادة هجمات مضادة صاعقة، وهدد بالتهديف قبل أن تعثر المحاولة أمام رد فعل بارع من الحارس منير المحمدي الكجوي على دفعتين كونه أبعد الكرة المرتدة منه والتي سددها علي رضا جهانبخش. لكن المنتخب الوطني ظل متمسكا بالبحث عن هدف كاد يحققه من تسديدة قوية لحكيم زياش من خارج المنطقة أبعدها الحارس علي رضا بيرانفاند في الدقيقة ال 80. ثم توالت أسراب الكرات المهدورة والضائعة والتمريرات العشوائية، ووجد الفريق المغربي نفسه يفتقر إلى الإلهام وظل صانع ألعابه حكيم زياش غير قادر على استخلاص الكرات أو تغيير مجريات اللعب. وبعد إهدار فرص عديدة خلال الثلث الأول من المقابلة، أظهر الفريق الوطني عجزه في التعامل والتعاطي مع المرتدات السريعة للمنتخب الإيراني، خاصة بعد أن خسر اثنين من الكرات خلال عمليتين هجوميتين شكلتا خطرا على مرمى منير المحمدي، ما أبان على أن المنتخب بعيد عن إمكانياته المعتادة في بناء العمليات بشكل صحيح ، وغابت عنه الفاعلية، وهو ما لم يعهده متتبع المنتخب طيلة مرحلة التصفيات. وكانت الجولة الثانية مثل سابقتها ولم يقدم المنتخب المغربي أي جديد مقابل شراسة المنتخب الإيراني واستعماله المفرط للقوة البدنية، وتميز لعب النخبة الوطنية بعدم التركيز والدقة في صناعة العمليات الهجومية وطغت العشوائية في التمرير والفعالية التقنية في اللمسة الأخيرة. فبعد 20 عاما من الأحلام المكسورة، طوى المنتخب بسرعة صفحة الماضي وكله أمل في الظهور بشكل جيد في روسيا، إلا أن الهزيمة ضد المنتخب الإيراني شكلت خيبة أمل بعد أن أضاع فوزا كان من الممكن تحقيقه، خاصة وأن كل نقطة قيمتها من ذهب خلال رفع ستار بطولة العالم. وهذه الهزيمة هي بمثابة بطاقة صفراء رفعت في وجه النخبة الوطنية، مع الأمل أن لا تكون البطاقة حمراء خلال الظهور الثاني للنخبة المغربية الأربعاء القادم ضد المنتخب البرتغالي على أرضية عميد الملاعب الروسية لوجنيكي بالعاصمة موسكو .