اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالأزمة التي تشهدها المنظومة التربوية، جراء تضاعف الإضرابات، معتبرة أن السلطات الجزائرية عاجزة عن وضع حد للكارثة التي تلوح في الأفق. وكتبت صحيفة (ليبيرتي)، في هذا الصدد، أن الدورة الثالثة من الموسم الدراسي الجاري أصبحت هي الأخرى مهددة باضطرابات كما كان الشأن بالنسبة للدورة الثاني، التي ذكرت بأنها شهدت إضرابات طويلة خاضها المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية (كنابست)، خاصة بولايات تيزي وزو والبليدة وبجاية، مسجلة أن النقابة قررت استئناف إضرابها ابتداء من تاسع ابريل المقبل. وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "تعليق الهدنة"، إلى أنه يتعين أخذ قرار النقابة على محمل الجد، معتبرة أنه باستثناء تنازل كبير من قبل وزارة التربية الوطنية، وبكلمة أخرى صدور تعليمات من "أعلى مستوى" لتفادي تفاقم صراع طال أمده، فإن النقابة ستخوض إضرابها. واعتبرت الصحيفة أن الطابع الدوري للإضراب المعلن عنه، بواقع يومين في الأسبوع، لا يحد في شيء من تأثيره السلبي على السير الطبيعي للدروس والاستعدادات لامتحانات نهاية السنة، وأن الوزارة الوصية تخشى خلق سابقة من نوعها، في حالة دخولها في هدنة مع النقابة، وهو ما ستطالب به نقابات أخرى في المستقبل. من جهتها، ذكرت صحيفة (الوطن) بأن محمد بوضياف كان قد لاحظ، خلال الفترة القصيرة التي قضاها على رأس الدولة، أن المدرسة الجزائرية في وضع كارثي، مبرزة أنه بعد مرور 25 سنة على اغتياله، ازداد الوضع تفاقما إلى الحد الذي يمكن أن نلاحظ معه أن المدرسة غرقت في مشاكلها. وأوردت الصحيفة، في هذا الصدد، تصريحا لفريد بن رمضان، مستشار وزيرة التربية الوطنية، أمام مفتشي القطاع، والذي قال فيه إن " المستوى الدراسي للتلاميذ حاليا يبقى ضعيفا بالمقارنة مع جيراننا. فخلال امتحانات الرياضيات، اتضح أن المستوى بعيد جدا عن مستوى هذين البلدين، أي المغرب وتونس". وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها أن السلطات الجزائرية عاجزة عن التصدي للكارثة التي تلوح في الأفق، مبرزة أنه ومن أجل إصلاح الأضرار، استقدم النظام نورية بن غبريط، وهي خبيرة دولية ذات سمعة عالمية، اشتغلت على الخصوص في منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي حددت مهمتها في تقويم الوضع وإرجاع المدرسة مجددا إلى المكانة التي تستحقها. وفي السياق ذاته، اعتبرت صحيفة (الفجر) أن الوضع خطير وأنه حان الوقت للتحلي بالصرامة والسيطرة على أطراف الصراع، الذين لا يتصرفون لما فيه مصلحة الطفل الجزائري، وإنما من أجل أهداف هيمنة قوى خارجية. أما صحيفة (كل شيء عن الجزائر) الالكترونية، فكتبت أن رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ عبر عن "قلقه الكبير" إزاء الاضراب الدوري الذي أعلن عنه المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية (كنابست)، ابتداء من تاسع ابريل المقبل. بدورها، قالت صحيفة (ليكسبريسيون) إن "الإضراب اللامحدود هو مغامرة تمس جوهر العمل النقابي، على اعتبار أن اللجوء إليه عندما لا تكون أبواب الحوار مغلقة لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال".