اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالتجاذبات التي يشهدها قطاع التعليم في الجزائر وعملية شد الحبل المستمرة بين الوزارة الوصية والمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي الأطوار (كنابست). وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (ليكسبريسيون) أن المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي الأطوار (كنابست) يتحدث عن "مؤامرة" تستهدف المدرسة. وأضافت الصحيفة أنه بعيدا عن النضال النقابي، فإن المجلس يوجد ضمن منطق سياسي صرف يعكس صدى الأطروحات التي سبق أن لوحت بها تناقضات وزيرة التربية، المتهمة بالقيام بإصلاحات تهدد مكونات الهوية الوطنية. وتساءلت هل يمكن أن نتعامل على قدم المساواة مع من يشتغل ومع من لا يشتغل؟ أليس في ذلك ظلم؟ هل يمكن أيضا خرق القوانين في دولة حق؟ مؤكدة أنه إذا كان الرد إيجابيا، فإنه يتعين على وزارة التربية، في هذه الحالة، أن تغض الطرف عن أزيد من شهر من الإضراب وتسديد أجور المدرسين الذين لم يقوموا بعملهم على غرار أولئك الذين لم يتغيبوا أي يوم عن العمل. من جهتها، كشفت صحيفة (لابريس دالجيري) أن عملية شد الحبل بين المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي الأطوار (كنابست) والوزارة الوصية ما تزال مستمرة. وأوردت، في هذا السياق، بلاغا استنكر فيه المجلس "تعنت" المسؤولين على مستوى وزارة التربية، التي أصدرت تعليمة لمدراء التربية تتعلق بعدم تسديد أجور المضربين برسم شهر مارس. وسجلت النقابة أن هذا الإجراء يأتي بالرغم من قرار ال(كنابست)، في نهاية فبراير الماضي، بتعليق إضرابه وبعد مشاركته، منذ الرابع من مارس، في اجتماعات عمل مع ممثلي الوزارة حول مطالب المدرسين، موضحة أن آخر لقاء للتفاوض بين الطرفين، انعقد يوم 11 مارس واستمر لساعات طويلة، لكنه وصل إلى طريق مسدود. من جانبها، ترى صحيفة (لوكوتيديان دو وهران) أن "السلطات العليا" للبلاد مدعوة مجددا للتدخل من أجل نزع فتيل النقاش بين وزارة التربية الوطنية والمجلس بعدما لاحظت أن الحوار الذي أطلقه هذا الطرف نفسه يعتريه الجمود. وتطرقت إلى التطورات الأخيرة للأزمة، وخاصة تعليق الإضراب، مما أسفر عن استئناف الدراسة، في فاتح مارس، ومباشرة الحوار مع اجتماع العمل ليوم الخامس من مارس، وكذا تسوية حالة مدرسي ولاية البليدة، لرفع أي حاجز أما السير الجيد للنقاشات، لكن مشكلة جديدة تكتسي أهمية كبيرة جاءت لتسمم أكثر العلاقات بين الطرفين، وتتمثل في الاحتفاظ بإجمالي راتب شهر مارس. بدورها، كتبت صحيفة (ألجيري باتريوتيك) أن وزارة التربية لم تنتظر نهاية المحادثات مع ممثلي المدرسين لإطلاق هجوم جديد وتوعدت بتشديد لهجتها ضد أي نزعة للاحتجاج في الأشهر المقبلة، مع اقتراب موعد الامتحانات. وقالت الصحيفة، إن الوضع ما يزال هشا، مشيرة إلى أن المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي الأطوار (كنابست) قد يلجأ إلى الإضراب ما دامت هناك أمور لم يتم حلها خلال المفاوضات الجديدة بين الطرفين. وكشفت، أن هناك بالفعل في المفاوضات أمر ما لم يتم استكماله ويخفي مخاوف كبيرة، خاصة وسط المدرسين، موضحة أن الوزارة، واستباقا منها لتوترات جديدة، أعلنت أن مواضيع الامتحانات سيتم طرحها انطلاقا من المقرر الرسمي، الذي سيتم أنهاؤه بنسبة 100 في المائة، وأن العديد من الاجراءات والحلول تم اتخاذها قصد التقليص في المستقبل من الإضرابات في القطاع وضمان حق التمدرس لجميع التلاميذ