شكلت التجربة الدينية للمملكة المغربية محور مباحثات أجراها، أمس الثلاثاء بالرباط، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد العبادي، مع وزير الداخلية الفنلندي كاي ميكانين. وحسب بلاغ للرابطة، استعرض العبادي هندسة الحقل الديني النموذجية بالمملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، والتي تتميز بالتكامل الوظيفي بين مكوناتها، وتنبني بالأساس على إمارة المومنين المؤطرة للشأن الديني بمختلف مؤسساته، وهيئاته. وأبرز بهذه المناسبة، جهود المملكة في تفكيك خطاب التطرف، علميا وشرعيا، وإنتاج خطاب ديني بديل، عبر جهود المراكز البحثية والوحدات العلمية المختلفة بمؤسسة الرابطة. وسجل في هذا الصدد الجهود التحصينية التمنيعية للطفولة والشباب من خلال اعتماد آلية التثقيف بالنظير، والقصص المصورة، الحاملة للقيم الإيجابية، ونبذ الكراهية والعنف، ومناهج التلعيب التربوية، كأفق تجديدي للخطاب، يناسب الناشئة والشباب في المصفوفة الرقمية المعاصرة. وركز العبادي على جهود المملكة في إدماج المهاجرين، والحفاظ على حقوقهم في احترام لقوانين البلد المضيف، مما أعطى للمملكة المغربية مكانتها الريادية في مجال التعامل مع الهجرة. من جانبه أشاد الوزير الفنلندي بتفرد التجربة الدينية للمملكة المغربية في مجال تفكيك خطاب التطرف ومحاربة الإرهاب، ونشر قيم السلم والاعتدال ومساهمتها الفعالة في تقديم البدائل الناجعة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، معربا عن رغبته في تمتين أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين، والاستفادة من تجربة المملكة المغربية المتميزة بهذا الخصوص. حضر هذا اللقاء سفيرة فنلندا بالمملكة المغربية، وأعضاء الوفد المرافق للوزير، إلى جانب عدد من أطر الرابطة المحمدية للعلماء.