أضطر رئيس هيئة محاكمة المتهم توفيق بوعشرين، قبل قليل، لرفع الجلسة للمرة الخامسة والانسحاب من القاعة بعد توتر الأجواء داخلها بسبب الفوضى العارمة والصراعات التي بلغت حد التشابك بالأيدي بين دفاع كل من المتهم والضحايا. وعرفت الجلسة، التي انطلقت متأخرة عن الموعد المحدد لها صباح اليوم الخميس، حضور أزيد من 14 محاميا لمؤازرة المتهم بوعشرين، ولوحظ أن جميعهم من الذكور، فيما تميز دفاع الضحايا بحضور نسوي لافت، حيث ضم محاميات من هيئات الدارالبيضاء والرباط، إضافة إلى محامين من البيضاء والرباط وفاس وتطوان.. وتضم لائحة المحامين المؤازرين للمتهم توفيق بوعشرين أربعة نقباء ضمنهم النقيب محمد زيان، الذي تسبب أكثر من مرة في نشوب نقاشات حادة، واختلافات متكررة دفعت رئيس الهيأة إلى الإعلان عن رفع الجلسة والانسحاب من القاعة، معلنا أن المحكمة لا تتلقى المساعدة من الدفاع لكي تمر في ظروف مناسبة، ما جعل نقيب هيئة المحامين بالبيضاء "حسن بورواين" يتدخل بنرفزة أحيانا من أجل فرض النظام داخل القاعة. ودفعت هيئة دفاع المتهم بوعشرين بما أسمته "دفوعات ما قبل النظر في القضية"، عندما بادر دفاع المشتكيات ممثلا في المحامي بنجلون التويمي، من هيئة فاس، الذي التمس من المحكمة تسجيل مؤازرته لبعض الضحايا اللواتي تم سرد أسمائهن، ملتمسا من المحكمة تأخير الملف وإعطاء الدفاع مهلة من أجل الإطلاع على الملف، وللتنصيب كمطالبين بالحق المدني. وتقدم دفاع بوعشرين بلائحة حصرية للشهود، اعتبرهم شهودا للائحة وليسوا شهودا للمحضر، والتمس من المحكمة استدعاءهم، لورود أسمائهم بالمحضر الذي أعدته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وهي الأسماء التي ظهر من خلال تلاوتها أنها تنتمي لأسرة تحرير المنابر الصحافية التي يمتلكها لبوعشرين سابقا أو حاليا.