قال سفير مصر في الرباط، أشرف إبراهيم، إن العلاقات المغربية- المصرية، "متجذرة وراسخة في التاريخ ولاسيما في بعدها الحضاري والإنساني". وأوضح إبراهيم، في حديث مع "بوابة الأهرام" المصرية، نشرته اليوم السبت، أن هذا التجذر يتجسد في "القواسم الثقافية والحضارية المشتركة والروابط الثقافية والشعبية الراسخة والحاضنة لتمازج غير مسبوق بين الشعبين الشقيقين". وأضاف "أستطيع القول أن علاقات البلدين قوية، وهناك تنسيق وتفاهم كامل بينهما حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودائما كانت مواقف البلدين متوافقة وداعمة لبعضها البعض"، مشيرا إلى أن هناك حرص على تطوير علاقات البلدين، وتعميق مسار التنسيق والتشاور في كافة القضايا، وصولا إلى "مستوى الشراكة الإستراتيجية الذي نطمح إليه". وأبرز السفير أن هناك تشاور ثنائي على كافة المحاور، وفي كل المحافل الدولية والإقليمية، مذكرا بأن المغرب كانت له مواقف مشرفة في دعم خيارات الشعب المصري، ودعم خارطة الطريق للتحول الديمقراطي وفي دعم جهود مصر في محاربة الإرهاب. كما يوجد تنسيق كامل بشأن القضايا العربية، يضيف السفير، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومسألة القدس، إضافة الى التنسيق بشأن الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن. وبخصوص عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، قال اشرف إبراهيم إن "المغرب عاد مجددا لمكانه الطبيعي في الاتحاد، لأنه من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية ولعب لفترت طويلة دورا كبيرا على الساحة الإفريقية"، مشيرا إلى أن مصر كانت في طليعة الدول التي صوتت لصالح عودة المغرب، وبذلت جهودا مخلصة من أجل تحقيق هذا الهدف. وسجل أن هذه العودة تمثل "نقطة تحول إيجابية" في مسار العمل الإفريقي المشترك، و"استئنافا للدور التاريخي والرائد للمملكة في القارة، والذي لم ينقطع يوما، وتأكيدا على رؤية جلالة الملك محمد السادس في دعم العمل الإفريقي المشترك، والتعاون الإيجابي في تحسين مستوى حياة المواطن الإفريقي من خلال إطلاق العديد من البرامج التنموية في دول القارة". وفي ما يتصل بالتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، أكد أشرف إبراهيم، أن المغرب ومصر دولتان لكل منهما علاقات متميزة مع الدول الإفريقية، فالمغرب تربطه علاقات خاصة مع دول الغرب الإفريقي بحكم الجوار وعامل اللغة، ومصر لها علاقات متميزة مع دول شرق ووسط القارة. ويمكن للبلدين، يضيف السفير من خلال التعاون والتنسيق تحقيق مصالحهما الاقتصادية والتجارية عبر توظيف علاقاتهما المتميزة بدول القارة الإفريقية، والاستفادة من مزاياها الاقتصادية واللوجستية المتمثلة في قناة السويس وميناء طنجة المتوسطي لتطوير وتعزيز تعاونهما الاقتصادي وتكامله بحيت تصبح مصر بوابة المغرب نحو أسواق دول شرق إفريقيا، ويصبح المغرب بوابة مصر للدخول إلى أسواق دول غرب إفريقيا. وفي هذا الصدد، قال أشرف إبراهيم "نتطلع لاستئناف اجتماعات اللجنة العليا المصرية-المغربية المشتركة، التي ستعقد بالقاهرة، وكذلك الانتظام في عقد آلية التنسيق السياسي والإستراتيجي بين البلدين، لإعطاء دفعة لبناء الشراكة، خاصة أن العلاقات الثنائية، تنتظم في إطار محكم من الاتفاقيات الشاملة". وسجل أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين "تتطور، لكن ببطء"، مبرزا أن حجم التبادل التجاري الثنائي لا يتعدى 600 مليون دولار، لكن "طموحاتنا كبيرة في الوصول لمستوى تبادل اقتصادي يتناسب مع علاقات البلدين". وفي هذا الصدد، رأى السفير أن التكامل هو "الخيار الأفضل"، لأن البلدين في "مستوى اقتصادي متقارب، حيث يصدران ويستوردان تقريبا نفس المواد الأولية الضرورية لصناعة اقتصادهما، وهناك ضرورة للنظر إلى الشراكة بينهما بمنظور جديد، حيث لكل بلد مقومات وقدرات وإمكانات تؤهله لبناء الشراكة مع الآخر وفق مصالحه". وبشأن التعاون الثقافي، قال أشرف إبراهيم، إن اختيار مصر ضيف شرف النسخة ال24 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، يأتي تأكيدا على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية والثقافية بين البلدين، وتكريسا للروابط القوية والمستمرة والمتجددة التي جمعت وتجمع مثقفي البلدين.. وأشار إلى أن المعرض، يمثل فرصة طيبة لاطلاع المشاركين والجمهور المغربي على روافد الثقافة المصرية الأصيلة، من خلال برنامج حافل أعدته وزارة الثقافة بمشاركة نخبة من الكتاب والأدباء والباحثين المصريين.