أكدت محكمة استئناف فرساي، اليوم الجمعة، استبعاد جان ماري لوبان من حزب "الجبهة الوطنية" اليميني الذي أسسه قبل 45 عاما، لكنها تركت له منصب "الرئيس الفخري" والقيادة لابنته مارين. وتتزعم الحزب في الوقت الراهن، مارين لوبان، ابنة جان ماري لوبان التي نافست الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الربيع الماضي على عرش قصر الإليزيه. وتم تأسيس هذا الحزب الذي يتخذ من القيم المحافظة نهجا له، ويعارض الهجرة، ويكافح التكامل الأوروبي في عام 1972، من قبل جان ماري لوبان وعدد من أصدقائه. وبعد أن نضجت مارين لوبان في مرحلة الصبا، انضمت إلى حزب أبيها وتدرجت في صفوفه، لتصل إلى رئاسته عام 2011. لكن وعلى الرغم من أن مسارها السياسي كان متسقا تماما مع مسار والدها، إلا أن العلاقة بين الأب والابنة أصيبت بتصدع كبير، إذ أن الوريثة مارين نأت بنفسها تماما عن تصريحات قاسية جدا ومثيرة للجدل أطلقها والدها حول الهجرة والهولوكوست. ووصل الخلاف داخل الأسرة والحزب إلى أوجه في غشت 2015، عندما تم طرد الأب المؤسس من صفوف الحزب الذي أنشأه، بعد صراع مرير مع ابنته التي ورثت منصبه في رئاسة الحزب. ثم وافقت محكمة نانترت على فصل لوبان الأب من عضوية الحزب، وأبقته كرئيس فخري لهذا الحزب الذي ازداد نفوذه خلال السنوات الأخيرة مع تحول قسم من المواطنين نحو صفوف اليمين كرد فعل على تردي الأوضاع الاقتصادية وتحميل المهاجرين البائسين مسؤولية ذلك. ونتج الخلاف الأساسي بين الأب وابنته، بعد إصدار الأول بيانا اعتبر فيه أن محرقة اليهود، ليست سوى "تفاصيل" بسيطة للحرب العالمية الثانية. وأطلق لوبان الأب مثل هذا الموقف حول غرف الغاز للمرة الأولى في عام 1987، لكنه أعاد التعبير عنه مرارا وتكرارا بعد ذلك، مما فاقم الخلاف في صفوف الحزب الذي قرر فصله من صفوفه.