توصلنا من خريجي المعهد الملكي للشباب والرياضة المعطلين بمقال يتحدث عن الخروقات التي شابت مباراة توظيف 80 متصرفا من الدرجة الثالثة والتي نظمت يوم 16 شتنبر 2012، وبالنظر إلى ما جاء في المقال من اتهامات لبعض الجهات المسؤولة في الوزارة فإننا ننشره كما ورد على الجريدة في انتظار رد الوزارة وكل من يهمه الامر. عرفت مباراة توظيف 80 متصرفا من الدرجة الثالثة والتي نظمتها وزارة الشباب والرياضة يوم 16 شتنبر 2012 بمركز يعقوب المنصور واليوسفية خروقات عدة وعلى جميع المستويات.
وهكذا سجلت استفزازات بالجملة من طرف المكلفين بالحراسة داخل مراكز الامتحان وكذا فوضي عارمة من كثرة الدخول والخروج للأقسام المخصصة لاجتياز المباراة، من طرف العديد من الزوار الذين تجهل هوياتهم وكذا علاقتهم بالمبارة، وكأن الامر يتعلق بسوق به بضاعة سريعة النفاذ، وهذا ما أثر سلبا على تركيز عدد كبير من المتبارين، مما جعل بعضهم يدخل في نقاشات حادة في بعض الأحيان مع المسؤولين عن إجراء المباراة، وصلت حد التهديد بمقاطعة المباراة التي اعتبروها شكلية ولا تمت لمبدأ الشفافية والنزاهة بأي صلة.
واستمر مسلسل الاستفزازات من الفترة الصباحية إلا الفترة المسائية وذلك بدخول أطراف أخرى على الخط لطرح الأسئلة على بعض المترشحين، من قبيل السن والفوج والشعبة والمدينة.. مما أثار العديد من علامات الاستفهام داخل الأقسام المخصصة للمباراة وعمق داخل نفسية المرشحين الطابع الشكلي للمباراة وغياب النزاهة في الامتحان وتكريس مبدأ الزبونية والمحسوبية ومقولة "باك صاحبي".
وبعد إجراء الاختبار الكتابي بساعات قليلة، وبالضبط على الساعة العاشرة ليلا، فوجئ الجميع بإعلان النتائج على الموقع الالكتروني للوزارة وكذا تحديد موعد إجراء الاختبارات الشفوية في اليوم الموالي 17 شتنبر 2012. لتطرح معه أيضا عدة علامات استفهام حول سرعة تصحيح ما يقرب من 334 ورقة امتحان في ظرف ساعتين ! ;هل فعلا أعطي الحق الكافي لكل ورقة على حدى وتقييمها بالنقطة التي تستحقها أم أن الأمر لا يستحق كل ذلك حيث أن الناجحين معروفون قبل الإعلان عن موعد المباراة التي هي بمثابة إجراء شكلي.
وكانت الاختبارات الشفوية، هي الأخرى، نسخة طبق الأصل للاختبارات الكتابية. حيث لم تسلم هذه المحطة من المباراة من خرق سافر لظروف إجراء المباريات، التي نظمها منشور رئيس الحكومة رقم 14/2012 المتعلق بكيفيات تنظيم مباريات التوظيف في المناصب العمومية، حيث تم تسجيل اجتياز مترشحين اثنين لاختبار واحد أمام اللجنة في سابقة أولى من نوعها. فلم يسبق في أي مباراة للوظيفة العمومية أن دخل مرشحان اثنان في الآن ذاته أمام أعضاء اللجنة. ناهيك عن مدة الاختبار الشفوي والتي لم تتجاوز في بعض الحالات "دقيقتين"، في خرق للقانون للمباريات الذي ينص على أن هذه المدة تتراوح ما بين 15 د و 30 د، فضلا عن طبيعة الأسئلة المطروحة والتي كانت بعيدة كل البعد عن موضوع التخصص أو مجال الاشتغال، بل كانت مناسبة لتصفية حسابات من طرف بعض الأساتذة بمناقشة حوادث كانت وقعت داخل أسوار المعهد الملكي لتكوين اطر وزارة الشباب والرياضة منذ سنوات خلت.
إن الاختلالات العميقة التي شهدتها المباراة مست وبشكل كبير طبيعة العلاقة التي كانت تربط خريجي المعهد الملكي لتكوين الأطر المعطلين بوزير الشباب والرياضة، هؤلاء الذين استبشروا خيرا بعد قدومه. أما الآن وأمام هذه الممارسات فقد يشتعل فتيل الحرب من جديد بين الطرفين، كما كان مع الوزير السابق منصف بلخياط ، فمستقبل الأيام القليلة يحمل معه أشياء كثيرة بخصوص هذا الملف.