انطلقت مساء أمس السبت بباحة الجامع الكبير لدكار، فعاليات الدورة السابعة والثلاثين للأيام الثقافية الإسلامية، التي تنظمها تنسيقية الطريقة التيجانية بالعاصمة السنغالية تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئاسة الشرفية للرئيس السينغالي، ماكي سال. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الدينية الكبرى بمشاركة وفد مغربي ترأسه الأستاذ بجامعة وجامع القرويين، ورئيس تحرير مجلة دعوة الحق، السيد عبد الحميد العلمي، وضم على الخصوص سفير المغرب في دكار، السيد طالب برادة. وحظي أعضاء الوفد المغربي، بهذه المناسبة، باستقبال حار من لدن القيمين على الطريقة التيجانية وممثلي السلطات السنغالية الذين حضروا حفل الافتتاح. وفي كلمة بالمناسبة، نوه وزير الاقتصاد والمالية والتخطيط السنغالي، السيد أمادو با، بتميز العلاقات الأخوية ومتعددة الأشكال والأبعاد التي تجمع المغرب والسنغال، سواء على المستوى التاريخي أو الثقافي أو الديني. وذكر الوزير في هذا الصدد بالدور الذي اضطلع به المغاربة تاريخيا في إيصال الإسلام إلى السنغال، مؤكدا أن هذه العلاقات العريقة المتميزة مستمرة إلى حدود اليوم بقيادة جلالة الملك محمد السادس والرئيس وماكي سال. من جهته، عبر رئيس تنسيقية الطريقة التيجانية بدكار، الشيخ غاي، عن خالص شكر وامتنان الطريقة التيجانية بالسنغال لأمير المؤمنين جلالة الملك على العناية التي مافتئ جلالته يحيط بها الطريقة وأتباعها، وعلى الجهود التي يبذلها دفاعا عن قضايا الإسلام والمسلمين عبر العالم. كما نوه الشيخ غاي بالدعم المتواصل الذي يقدمه جلالة الملك لضمان تنظيم الأيام الثقافية الإسلامية بدكار في أحسن الظروف. من جهته، أكد الكاتب والمستشار الخاص للخليفة العام للطريقة التيجانية، الخليفة أبو بكر لو، أن حضور الوفد المغربي تجسيد صريح وصادق على استمرارية رعاية جلالة الملك لهذه الأيام الثقافية التيجانية، مؤكدا أن "هذا الدعم المادي والمعنوي له الأثر الطيب والمفعول الأكيد في نجاح المواسم الثقافية التيجانية". كما أبرز لو الرؤية الواضحة والبصيرة النافذة لجلالة الملك، "مما أدى إلى إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي تعتبر بمثابة ولادة صحوة جديدة للقارة الإفريقية". وتوجه بالشكر لجلالة الملك على مواقفه الثابتة وجهوده الحثيثة في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، "وآخر مثال على ذلك تنديده السريع والشديد بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول القدس". بدوره، أكد المتحدث باسم الأسرة العمرية على العلاقات التاريخية المثالية التي تجمع البلدين، معربا عن شكره وامتنانه لجلالة الملك على الجهود الجبارة التي مافتئ جلالته يبذلها خدمة للإسلام وحفاظا على تراثه الصافي. من جهته، قال رئيس الوفد المغربي في كلمته إن "مشاركة المغرب في الدورة ال37 للأيام الثقافية الإسلامية بدكار تشكل مناسبة روحية ودينية عميقة ودليلا على قوة ومتانة العلاقات المتميزة بين المغرب والسنغال، والعلاقات الأخوبة التي تجمع على وجه الخصوص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة رئيس جمهورية السنغال، ماكي سال". وأكد السيد العلمي أن حضور الوفد المغربي يعكس أيضا "الجهود الدؤوبة التي ما فتئ جلالة الملك يبذلها لتعزيز الراوبط العميقة بين الشعبين الشقيقين، ولرعاية الوشائج الناتجة عن العلاقات التاريخية مع دول غرب إفريقيا كما أثمرتها الطريقة التيجانية المباركة التي لها اليد الطولى في نشر الثقافة والعلوم الإسلامية". وأضاف أن الطريقة تمكنت من تحقيق وحدة روحية وهوية ثقافية تجمع شعوب إفريقيا وقبائلها، ظلت راسخة بفضل رعاية ملوك وامراء الدولة العلوية، ومجهودات شيوخ الطريقة في الحفاظ على هذا الموروث العلمي والروحي الذي يمثل بجلاء دين الاعتدال والسلم والوسطية. يشار إلى أن الأيام الثقافية الإسلامية لدكار، التي تعتبر إحدى أكبر تظاهرات الطريقة التيجانية بالسينغال، كانت تنظم منذ سنة 1986، تحت الرعاية السامية للملك الراحل الحسن الثاني، ثم أضحت تنظم تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتروم هذه الأيام، بالأساس، النهوض بقيم السلام، والتسامح والتعايش بين الشعوب. وهي تستقطب كل سنة الآلاف من أتباع الطريقة التيجانية في أجواء روحانية مفعمة بالورع والذكر والتواصل.
ويتضمن برنامج التظاهرة المنظمة على مدى يومين، ندوة حول دور الطريقة التيجانية في توطيد السلم بالعالم، وأمسيات دينية للمديح والسماع تخليدا لذكرى مؤسس الطريقة، سيدي أحمد التيجاني (1150-1230 هجرية)، العالم الديني الذي امتد فكره الروحي المتفرد على نطاق عالمي واسع، وساهم بشكل فعال في انتشار واستقرار الدين الإسلامي في عدة بلدان افريقية.