انعقدت، اليوم الثلاثاء بالرباط، أشغال الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة المغربية-النيجرية. وترأس أشغال هذه الدورة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، والوزير النيجري للشؤون الخارجية والتعاون والاندماج الإفريقي والنيجريين بالخارج إبراهيم ياكوبو، بحضور عدد من أعضاء الحكومة بالبلدين ورجال الأعمال المغاربة والنيجريين. وأشاد بوريطة، في كلمة خلال افتتاح هذه الدورة، بدينامية وغنى الشراكة المغربية -النيجرية، مؤكدا أن انعقاد الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة يأتي في سياق خاص يتميز بالاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقال بوريطة إن هذه اللجنة، التي تعكس غنى وتنوع العلاقات التي تجمع البلدين، القائمة على الروابط الإنسانية والصداقة والأخوة والتضامن والثقة المتبادلة، كفيلة بإعطاء دينامية جديدة للعلاقات بين البلدين للرقي بها الى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وستمكن أيضا، يضيف بوريطة، من فتح آفاق جديدة وتعزيز مكتسبات هذه الشراكة، مبرزا الموقف الثابت والواضح للنيجر بخصوص قضية الوحدة الترابية، باعتباره أحد البلدان الإفريقية التي لم تعترف أبدا بجبهة "البوليساريو"، وكذا بدعم نيامي لعودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي وطلبه الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وذكر بوريطة، بالمناسبة، بالزيارات الميمونة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا البلد، وتضامن المملكة مع النيجر في الأوقات الصعبة، وخاصة من خلال تقديم المساعدات العاجلة، داعيا إلى توسيع مجالات التعاون الثنائي خاصة بانخراط القطاع الخاص في كلا البلدين. وأكد الوزير أن النيجر تشكل عاملا أساسيا للاستقرار والأمن بمنطقة الساحل، مذكرا بأن هذا البلد يواجه العديد من التحديات الأمنية والتنموية، ويعانى من عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة. من جهته، عبر رئيس الدبلوماسية النيجرية عن امتنانه للدعم والتضامن الذي ما فتئ يقدمه المغرب للنيجر، مشيرا إلى أن اللجنة العليا المشتركة تعكس التعاون المثمر ومتعدد الأوجه بين البلدين، والذي ما فتئ يشهد تطورا. وقال المسؤول النيجري إن البلدين يعملان معا لجعل علاقاتهما الثنائية نموذجا للشراكة على الصعيد الإفريقي في إطار التعاون جنوب-جنوب، مؤكدا أن الاتفاقيات 16 التي تم توقيعها خلال هذا الاجتماع تأتي لاستكمال وتوسيع التعاون بين البلدين. وأشاد، بهذه المناسبة، بالتقدم الذي أحرزته المملكة في مختلف المجالات تحت القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن بلاده ترغب في استلهام والاستفادة من تجربة وخبرة المملكة، التي أضحت نموذجا للتنمية والاستقرار في القارة. واعتبر أن عودة المغرب إلى أسرته الإفريقية يشكل قيمة مضافة بالنسبة لعمل المنظمة الإفريقية، مشيدا بدعم وتضامن المملكة مع النيجر. وقد تميزت أشغال هذه الدورة بالتوقيع على 16 اتفاقية للتعاون تشمل المجالات الاقتصادية والقانونية والثقافية والصحية والنقل.