أكد محمد بادين اليطيوي، رئيس مركز التفكير الدولي "نيجماروك"، ومقره المكسيك، أن الإشعاع المتعدد الأبعاد للسياسة الإفريقية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يمثل تجسيدا لاستراتيجية فعالة تعكس ريادة جلالته، لاسيما فيما يتعلق بمعالجة إشكالية الهجرة في إفريقيا. وقال اليطيوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش اجتماع دولي حول "الميثاق العالمي للهجرة"، تحتضنه مدينة بويرتو فايارتا المكسيكية من 4 إلى 6 دجنبر الجاري، بمشاركة المغرب، إن "الريادة الملكية في مسألة الهجرة لا تنبع فقط من الموقع الجغرافي للمغرب، البلد الإفريقي الأقرب الى الاتحاد الأوروبي، بل أيضا من مكانة وحظوة جلالة الملك لدى البلدان الإفريقية". وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الأمريكتين في بويبلا (جنوبالمكسيك)، "أبعد من مسألة الهجرة التي ينهج المغرب بخصوصها سياسة نموذجية، هناك أسلوب عمل جلالة الملك الذي يحظى بإعجاب وتقدير كبيرين من لدن الأفارقة"، مبرزا أن هذا الأسلوب الذي يزاوج بين الرصانة وحيوية الأداء "يمنح جلالة الملك مكانة رائدة في تدبير قضايا الهجرة في إفريقيا". وأضاف أن المغرب، بالنظر إلى تاريخه وموقعه الجغرافي، مثلما أكد ذلك جلالة الملك في رسالته التي وجهها إلى القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي التي انعقدت في أبيدجان بصفة جلالته رائدا للاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة، يتمتع بمكانة متميزة تؤهله ليكون أفضل محاور للاتحاد الأوروبي، مشددا على أهمية اتخاذ موقف إفريقي مشترك بشأن قضية الهجرة. وبعد أن ذكر بأن المملكة فعلت منذ سنوات سياسات جريئة لفائدة المواطنين الأفارقة، مثل إدماج المهاجرين المتواجدين في وضعية غير قانونية فوق التراب المغربي، واستقبال آلاف الطلاب الأفارقة سنويا، أشار الخبير الدولي إلى أن سياسة الهجرة هاته، تندرج في إطار "إعادة تأكيد اصطفاف" المغرب إلى جانب أسرته الإفريقية وتسمح له بأن يكون رائدا على مستوى القارة. وأشار اليطيوي إلى أن جلالة الملك أكد في رسالته إلى قمة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي، على المساواة بين الشركاء الأوروبيين والأفارقة، وعلى الرغبة في فتح فصل جديد يقوم على شراكة أفقية وعلى الاعتماد المتبادل، مع وضع الأوروبيين أمام مسؤولياتهم بخصوص العديد من النقاط. أولا على مستوى الهجرة، من خلال التذكير بطابعها الحتمي، ورفض مشاعر كراهية الأجانب التي تسود في العديد من البلدان الأوروبية،ثم على المستوى المالي، من خلال انتقاد الشروط المرتبطة بالمديونية التي يتحملها الأفارقة،علما أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي تعاني بدورها من صعوبات مالية وسياسية. واستحضر الأستاذ الجامعي في الختام مقتطفا من الخطاب السامي لجلالة الملك أمام المشاركين في أشغال القمة ال28 لقادة دول ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد الافريقي التي احتضنها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير الماضي، والذي قال فيه جلالته، "لمن يدعي أن المغرب يبتغي الحصول على الريادة الإفريقية، عن طريق هذه المبادرات، أقول : إن المملكة المغربية تسعى أن تكون الريادة للقارة الإفريقية".