يحتفل الشعب المغربي بعد أسابيع بالذكرى الستين لخطاب جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، في محاميد الغزلان. وتحدث جلالة الملك محمد السادس عن هذه الزيارة التاريخية، مساء أمس الإثنين، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 42 للمسيرة الخضراء. وقال جلالته، حول سبب استحضار هذه الزيارة في خطاب المسيرة الخضراء، إن القاسم المشترك بين الحدثين التاريخيين"هو العهد الموصول، الذي يجمع العرش بالشعب، حول وحدة الوطن، وفي مقدمتها الصحراء المغربية. فخطاب محاميد الغزلان التاريخي يحمل أكثر من دلالة. فقد شكل محطة بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية، وأكد حقيقة واحدة، لا يمكن لأي أحد إنكارها، هي مغربية الصحراء، وتشبث الشعب المغربي بأرضه." وقد شكلت زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس لمحاميد الغزلان سنة 1958 وقتئذ تأكيدا وتثمينا لنضال وجهاد أبناء المناطق الجنوبية من أجل التحرير والوحدة، خاصة وأن أبناء هذه الأقاليم أظهروا تعلقا متينا وراسخا بوطنهم وملكهم ودينهم كما عبروا عن مشاعر الاعتزاز العميق بانتمائهم إلى الرصيد الكفاحي التاريخي الذي جمع سكان الصحراء بإخوانهم في باقي مناطق البلاد خلال فترات تاريخية وجهادية ضد الاحتلال الأجنبي. وما تزال ذاكرة ساكنة هذه الربوع من المملكة تحتفظ بدرر ثمينة وعميقة الدلالات من الخطاب الهام الذي ألقاه بطل التحرير خلال هذه الزيارة التي أحيى بها سنة حميدة دأب عليها ملوك الدولة العلوية الشريفة، الذين كان من عادتهم القيام بزيارة للصحراء لتفقد رعاياهم بها مؤكدين بذلك وحدة المغرب وسيادة سلطته الشرعية على سائر أطرافه منذ أن بدأت الأطماع الأجنبية تتجه نحو البلاد. وفي هذا السياق قال جلالة المغفور له محمد الخامس في هذا الخطاب التاريخي "إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة ألا وهي ربط حاضرنا بماضينا وتشييد صرح مستقبل مزدهر ينعم فيه جميع رعايانا بالسعادة والرفاهية والهناء". وشكلت هذه الزيارة الملكية الميمونة مناسبة كذلك لسكان محاميد الغزلان وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية لتجديد بيعتهم لملكهم وتأكيد تعلقهم الدائم بأهداب العرش العلوي المجيد وصيانة الوحدة الترابية للمملكة واسترخاص كل التضحيات دفاعا عن المقدسات الدينية والوطنية والمقومات الحضارية والتاريخية. كما شكلت الوقفة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس على تخوم الأقاليم الجنوبية من الوطن التي كانت خاضعة آنذاك للاستعمار الأجنبي مؤشرا وموقفا لا غبار عليه في ما يخص عدم تفريط المغرب في أي شبر من أرضه.