عثرت الشرطة الفرنسية، اليوم الخميس، على عبوات مملوءة بمادة البنزين موصولة بصاعق بدائي تحت شاحنة نقل إسمنت شمال شرق باريس. وكانت الشاحنة، المفخخة بشكل واضح، متوقفة في الدائرة ال19 بالعاصمة الفرنسية "وفق مصادر مقربة من التحقيق"، وهي تابعة لشركة الإسمنت العملاقة الفرنسية-السويسرية لافارج. واكتشف العبوات عمال لدى مباشرتهم العمل صباحاً، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. ويأتي هذا الاكتشاف بعد أقل من أسبوع من إحباط محاولة اعتداء إرهابي في الدائرة 16 في باريس. وكان رئيس شركة الأسمنت "لافارج هولسيم" إريك أولسين قد قدم استقالته من مهامه، وذلك على خلفية التحقيقات في تورط الشركة في تمويل غير مباشر لجماعات مسلحة جهادية في سوريا خلال عامي 2013 و2014. وكانت هذه الشركة العملاقة في قطاع مواد البناء، المستهدفة بتحقيق أولي فتح في تشرين أكتوبر 2015 في فرنسا، قد سارعت إلى إنجاز تحقيق قالت إثره أنها تعترف بأنه تم اتخاذ إجراءات "غير مقبولة" لتمكين موقع لها في سوريا من الاستمرار في العمل. وأقرت شركة "لافارج هولسيم" بارتكاب أخطاء "كبيرة" في التقييم تتعارض مع مدونة سلوك الشركة، وأنهت الشركة تحقيقها دون تقديم المزيد من التفاصيل عن نتائجه بالنظر إلى وجود إجراءات قضائية. وتتعلق تلك الأخطاء بتسويات في 2013 و2014 مع مجموعات مسلحة للإبقاء على نشاط معمل أسمنت في جلابية الواقعة على بعد 150 كلم شمال شرقي حلب. وبحسب تحقيق لصحيفة لوموند نشر في يونيو 2016 كلفت لافارج وسيطا بالحصول من تنظيم "الدولة الإسلامية "على إذن مرور لموظفيها عند حواجز التنظيم المتطرف. وفي بداية مارس 2017 اعترفت "لافارج اولسيم" بأن شركة متفرعة عنها سلمت أموالا لأطراف ثالثة للتوصل الى تسوية مع بعض المجموعات المسلحة بينها جهات خاضعة لعقوبات في وقت أدى تدهور الوضع الأمني إلى صعوبات كبيرة في ضمان أمن المصنع وموظفيه. وأعيد العمل في 2010 في هذا المصنع الذي اشترته "لافارج" في 2007 وكلفت تهيئته التي استمرت ثلاث سنوات نحو 680 مليون دولار. ومثل ذلك أكبر استثمار اجنبي في سوريا خارج قطاع النفط.