أطلقت جهة الدارالبيضاءسطات قبل أشهر مسابقة لاختيار شعار الجهة، والذي سيتم استخدامه كرمز للهوية البصرية العامة بكل وسائط الإعلام والتواصل والمؤسسات الممثلة للجهة. مبادرة استحسنها كل المتتبعين، لما تنطوي عليه من رسائل إيجابية في اتجاه الاشراك والدمقرطة وكذلك تشجيع الابداع، فضلا عن كونها جاءت عقب فضيحة لوغو مجلس الدارالبيضاء الذي كلف 300 مليون سنتيم. فكرة إشراك المبدعين وإخضاع إنتاجاتهم للفرز الأولي ثم التصويت البعدي على شبكة النت، فكرة في محلها بدون شك، لكن بشرط الوصول الى اختيار الأحسن … فهل كان الإختيار كذلك ؟ برأيي لم يكن الاختيار موفقا … فقبل الخوض في جمالية التصميم أو رمزيته يتوجب الحسم في أصالة إبداعه ……اللوغو الفائز يشبه الى حد كبير لوغو شركة Bouygues Telecom، فالتحليل الشكلي يفضي الى وجود ثلاتة أشكال مختلفة مركبة بتقنية الملئ والفارغ على أن يحاكي البياض الفارغ خيال ظل شخص. الإضافة التي عمد إليها مصمم اللوغو تقتصر على تطويع تلك الأشكال لتحاكي خريطة الجهة، وهنا يجب القول بأننا أمام حالة انتحال … Plagiat واضحة. قد يكون هذا الانتحال غير متعمد، فيقع أن تختزن الذاكرة البصرية أشكالا أعجبنا بها فيما سبق فلا ندرك متى تسللت ساعة وضع التصور، وقد يعتقد البعض أن الإنتحال الجزئي لا يلام صاحبه إلا أن الإنتحال يبقى انتحالا. ما هو الانتحال (Plagiarism) ؟ الانتحال هو: 1. استخدام أفكار شخص آخر دون الاعتراف بالمصدر 2. إقتباس حجة شخص آخر كما أنها حجتك. 3. تتبع نفس خط أفكار شخص آخر كما لو أنه خط أفكارك 4. استعمال خطة مقالة علمية بأكملها أو جزء كبير منه وضعت تماما كما مقالة شخص آخر. 5. ترتيب أفكارك تماما كما فعل شخص آخر، رغم أنك تذكر المصدر. يذكر أن اللوغو الفائز اختير إلى جانب 5 آخرين من بين 1500 مشاركة، قبل أن يخضع الستة للتصويت المباشر على الأنترنيت. ويذكر ان اللجنة التي عكفت على الإختيار الأولي، تتألف من 10 أعضاء ممثلين من الأوساط الأكاديمية والمهندسين المعماريين، وقطاعات وسائل الاعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة. لكن ومهما تكن خبرة ومستوى اعضاء اللجنة إلا انه لن يكون بمقدورهم التحكيم الموضوعي مابين 1500 مشاركة في ظرف لا يتعدى بضع ساعات، ناهيك عن رصد الانتحالات الجزئية وإدراك رمزية المعروض. يبقى أن للجهة المنظمة مخرجا قانونيا لتفادي أي شبهة ويتعلق الأمر بالاستناد الى قانون المسابقة الذي يقول في البند 13 حول الملكية الفكرية، يشهد كل مشارك أنه هو صاحب الشعار المقترح، ويشهد أن اقتراحه لا ينتهك حقوق الآخرين، ولا تعديا أو انتحالا. المصدر: موقع كازا 24 (بقلم "فوزي البصري" أستاذ في في مادة الفنون الجميلة)