نشر موقع توفيق بوعشرين وجريدته الورقية اليوم، خبرا غريبا من مصادر قال عنها إنها من القصر الملكي، وتفيد أن تعليمات وجهها جلالة الملك يمنع بموجبها طقوس التحية على جلالته. ويبقى التساؤل المطروح هو هوية هذا المصدر الذي يختبئ وراءه بوعشرين، الذي لا يمكن أن يكون إلا فراغا وكذبا، على اعتبار أن القصر الملكي لا يمكنه الركض وراء كل الأخبار ليوضحها أو يكذبها.. أم أن الأمر فعلا صحيح، وأن تلفيق بوعشرين أصبحت له مصادر سرية داخل الديوان الملكي تمده بالأخبار والأسرار وخبايا تحركات العاهل المغربي، وهذا مبعث قلق وخطورة على المؤسسة الملكية ويجب التحقيق فيها لمعرفة هذه المصادر لأنها بسلوكها هذا تضر بالمغرب وبمؤسسته الملكية التي لها ناطق رسمي مكلف بالتواصل مع الرأي العام الداخلي والخارجي وليس في حاجة إلى "تلفيق" أو أمثاله ليكون حلقة وصل بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي.. إن ما أصبح ينشره تلفيق بوعشرين يوميا من اخبار "حصرية" من قاع الخابية حول تحركات وأسرار القصر الملكي وجب توضيحها، وهل فعلا لهذا الصحافي قدرة على التجول سرا وعلنا داخل ردهات القصر الملكي بكل حرية دون باقي الزملاء الصحافيين الذين ينتظرون "تلفيق" ليمدهم بما حصل عليه من "معلومات حصرية".. لماذا يتحدث دائما تلفيق بوعشرين باسم القصر الملكي فهل في الأمر سر مكمون؟ كيف لهذا الشخص أن يصدر أخبارا كاذبة وغير متأكد من صحتها ويختبئ في ترسانة العلاقات المتشعبة التي تذر عليه ملايين الإشهارات والإعانات..؟ فهل هناك فعلا تواطؤ بين المؤسسات المانحة للدعم لبوعشرين وما يتم الترويج له من أكاذيب تخص أقدس مؤسسة لدى المغاربة وهي المؤسسة الملكية؟ إن ما يمنح "مصداقية"، أو يوهم القارئ بمصداقية كلام هذه الجريدة وموقع "تلفيق بوعشرين" هو الكم الهائل للإشهارات التي تمده بها مختلف المؤسسات الرسمية ومنها المقربة جدا من أصحاب القرار.. فهل هذه الاخبار تستند فعلا إلى مصادر خاصة تعمل على مدّ بوعشرين بما تريد نشره، مقابل تعويم موقعه الالكتروني وصحيفته الورقية بالاشهارات التي تتهاطل عليه من كل حدب وصوب، أم ان بوعشرين يستغل مصادر هذه الاشهارات والجهات المستشهرة لتوهيم الرأي العام بان أخباره صحيحة وان مصادره توجد في كل مكان، حتى داخل القصر الملكي الذي نعرف ان المؤسسة الملكية لها ناطق رسمي باسمها والذي يقوم بمد الصحافة والاعلام بكل شيء يهم هذه المؤسسة كلما تطلب الامر ذلك، حتى لا تكثر الاشاعات والأكاذيب كما يفعل بوعشرين في استغلال بشع لمهنة الصحافة.. إن الاختباء وراء "المصادر الخاصة" او "المصادر العليمة" أو "المطلعة" التي تزخر بها صفحات جريدة بوعشرين وموقعه الاكتروني، يطرح عدة أسئلة حول الاستعمالات المغرضة وغير السليمة لهذه المفاهيم التي يلجأ إليها الصحافي "الملفق" لتفادي الكشف عن هوية المصادر وحمايتها، وهو ما تنص عليه كل القوانين والمبادئ المؤطرة لمهنة الصحافة، إلا ان بوعشرين أكثر إلى درجة الاسهال في استعمال هذا المبدأ لانه يعرف ان لا أحد سيسائله عن هوية مصادره والكشف عنها، بدعوى "ان الصحافي لا يكشف عن مصادره"، وهي حيلة افلتت تلفيق بوعشرين وأمثاله لحد الآن من المحاكمة والتحقيق.