تعرف الجزائر هذه الايام، سلسلة حرائق أتلفت مساحات واسعة من الغابات خاصة في منطقة الشرق، فيما تحدثت بعض الاخبار عن سقوط ضحايا وتوقيف بعض الاشخاص المشتبه في إضرامهم لهذه النيران. وذكرت مصادر صحفية جزائرية، ان ألسنة اللهب تواصل امتدادها إلى العديد من المساحات الغابوية بمختلف الولايات، حيث أتت على العديد من الهكتارات من الأراضي ومن المحميات الطبيعية، وأحدثت هلعا واضطرابا وسط المواطنين، فيما تم ضبط أشخاص في حالة تلبس بجريمة اضرام النيران. النيران أتلفت أزيد من 250 هكتار من الغابات في يومين بجيجل وكتب جريدة الخبر الجزائرية، ان الحرائق التي شهدتها منطقة جيجل خلال اليومين الماضيين خلّفت، في حصيلة أولية أعدّتها مصالح محافظة الغابات بالولاية، إتلاف ما لا يقل عن 250 هكتار من الغابات والأحراش، وكذا العديد من الأشجار المثمرة وخلايا النحل والمداجن. وواصلت ألسنة النيران تقدّمها، أمس الأربعاء، نحو الغابات في خمسة مناطق متفرقة بكل من بلديات الجمعة بني حبيبي، بوراوي بلهادف، الميلية والعوانة، حيث تقوم عناصر الحماية المدنية والغابات وكذا العديد من المواطنين، بإخمادها تجنبا لخسائر إضافية في الممتلكات، بعدما تمت السيطرة على باقي الحرائق الأخرى المندلعة. وأشارت ذات المصالح بأن 21 بلدية من البلديات ال 28 للولاية مستها الحرائق بما فيها عاصمة الولاية التي حاصرتها النيران، أول أمس، من الجهتين الجنوبية والغربية. وارتفع عدد الحرائق التي نشبت على مستوى الولاية منذ بداية شهر يونيو المنصرم، حسب ذات الجريدة استنادا إلى مصالح محافظة الغابات بالولاية، إلى 62 حريق أتلفت أكثر من 550 هكتار من الغابات والأحراش، إضافة إلى آلاف الأشجار المثمرة أغلبها زيتون والعشرات من خلايا النحل، فضلا عن نفوق آلاف الدواجن وتضرر الإسطبلات التي كانت بداخلها الماشية مثلما حصل بكل من قرية أيدال ببلدية أولاد يحي وتاغراست ببلدية برج الطهر. توقيف شخصين يضرمان النيران بالطارف وأفادت ذات الجريدة، ان مصالح محافظة الغابات أوقفت شخصين متلبسين بإضرام النيران، الأول بغابات حمام بني صالح، والثاني بغابات الزيتونة، وتم إحالتهما على محكمتي الاختصاص ببوحجار والطارف، حيث صدر الأمر بإيداعهما الحبس المؤقت. كما ازدادت حرائق الغابات، أمس، بولاية الطارف، توسعا وانتشارا في يومها الخامس على التوالي، لتزحف بفعل هبوب الرياح من الغابات الجبلية لجل البلديات الحدودية والمتاخمة لها لتصل إلى غابات وأحراش البلديات الداخلية وغابات شريط الكثبان الرملية على الساحل. وانتشرت النيران، تضيف الجريدة، عبر الأقاليم الجبلية في 14 بلدية وفاقت الخسائر إتلاف 370 هكتار من الغابات. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن الخسائر في المساحات الغابوية مرشّحة للارتفاع بسبب شراهة وضراوة النيران وهبوب الرياح وصعوبة السيطرة عليها بسبب انهيار المسالك الغابوية وشح نقاط المياه الجبلية. وصاحبت ألسنة اللهب دوي انفجارات الألغام الفرنسية المضادة للأشخاص بالمقاطع الغابوية لخطي شال وموريس في بلديتي العيون والزيتونة. وأحصت مصالح الحماية المدنية 35 موقدا عبر جبال 14 بلدية، منها ما شكّل تهديدا حقيقيا لسكان الأرياف المتاخمة، كما فرض على ذات المصالح ومقاطعات محافظة الغابات والبلديات وضع وتنفيذ عمليات خاصة لفائدة 16 تجمعا ريفيا محاصرا بالنيران، لوقايتها من زحف ألسنة اللهب والتدخلات الاستعجالية في حالات الاختناق أمام كثافة الدخان الذي ملأ الأجواء والحرارة الفائقة التي شارفت في بعض المواقع الآهلة بالسكان 50 درجة مائوية، وامتدت الأجواء الساخنة إلى بقية أرجاء الولاية دون أن تقلّ عن 45 درجة مئوية. إتلاف مئات الهكتارات في ظرف أسبوع بميلة ولم تتوقف موجة الحرائق بولاية ميلة منذ اشتداد الحر وعرفت ارتفاعا كبيرا خلال الأسبوع الجاري، حيث تدخلت وحدات الحماية المدنية بصفة مستمرة ومنذ الساعات الأولى صباحا إلى آخر ساعة من الليل، وتراوحت عدد التدخلات يوميا بين 10 إلى 15 تدخلا. وقد نجم عن الحرائق المندلعة على مستوى الغابات وحظائر الدواجن خسائر جمة، حيث تم إتلاف المئات من الهكتارات الغابوية وأشجار الزيتون والأحراش، كما تم إتلاف حظائر عدة للدواجن، قدّرت خسائر إحداها ب 3 آلاف طير من الدجاج، فضلا عن الآلاف من الأعلاف، ومن المناطق الأكثر تضررا غابات باينان، وزارزة، وتسالة لمطاعي، وتسدان والشيقارة . 13 ألف هكتار مهددة بالاحتراق في محمية "بني صالح" بقالمة وأطلقت مصالح الحماية المدنية بقالمة، نداء استغاثة للاستعانة بالرتل المتنقل لولاية عنابة، ووحدات إضافية، لتوزيعها بشكل يضمن منع اتساع رقعة الحرائق التي طالت محمية "بني صالح" الممتدة على مساحة 13 ألف هكتار وغابة التسلية، في وقت لم تستطع بعد تحديد الخسائر التي لحقتها من النيران التي اندلعت منذ أيام. وعاشت ولاية قالمة عموما أياما "خانقة"، بسبب النيران التي حاصرتها من كل جانب، وما صعّب الوضع هو انتشار النيران في الجبال على حدود ولايات الطارف، سوق أهراس وعنابة، وهو ما ساعد على انتقال النيران من بؤرة لأخرى، وانعكس ذلك على يوميات المواطنين الذين لم يستطيعوا تحمّل الوضع وراحوا يلقون باللوم خاصة على الفلاحين، بإقدامهم على حرق مساحات واسعة لإعادة حرثها، وهو ما ظهر في عدة نقاط من حمام "برادع" على طريق عنابة، إلى حمام "أولاد علي" باتجاه سكيكدة، وغيرها من المساحات التي ظهرت محروقة وبفعل "فاعل". وقد كشفت بالمقابل مصالح الحماية المدنية عبر سلسلة تقارير، عن حالة من التأزم بعد تسجيلها لما يفوق 20 حريقا خلال أيام. 345 حريق خلال شهرين بعين تموشنت وبإقليم ولاية عين تموشنت، سجلت مصالح الحماية المدنية 345 حريق خلال شهري يونيو ويوليوز المنصرمين. وحسب ما علم لدى مسؤولي ذات الجهاز، فقد شكلت حرائق الأدغال والأعشاب أكبر نسبة في ذات الحصيلة، بما يناهز263 حريق، إضافة إلى 44 حريق سجل بالمحاصيل الزراعية و18 حريق مسّ الحزام الغابي. وتسببت مجموع الحرائق المسجلة في الفترة الممتدة ما بين الفاتح من شهر يونيو إلى غاية نهاية الشهر المنصرم في إتلاف 17 هكتارا من المحاصيل الزراعية الخاصة بالقمح والشعير و63 هكتارا من الحصائد و21 هكتارا من الحشائش اليابسة و4 هكتارات من الأدغال وهكتارين من الصنوبر الحلبي.