عندما استنفذ المتربصون بأمن واستقرار المغرب كل مخططاتهم التي فشلت أمام حزم واحترافية مصالح الامن والقوات العمومية، ووعي أبناء الحسيمة ويقظتهم بما يحاك ضد مدينتهم الهادئة، لجأوا إلى وسائل الكذب والتضليل للتعويض عن هزيمتهم النكراء أمس الخميس 20 يوليوز، وذلك من خلال نشر صور لا علاقة لها بما يجري في الريف وإرفاقها بتعليقات تسعى إلى صب الزيت على النار، في محاول لتأزيم الوضع وتوهيم الرأي العام الوطني والدولي أن الحسيمة تعيش حصارا وأنها على فوهة بركان.. وعمد هؤلاء المضللون إلى نشر مجموعة من الصور الكاذبة، التي لا تمت بصلة لما سمي بمسيرة 20 يوليوز، التي فشل الداعون إليها من وراء حجاب(عبر الفيسبوك وتويتر ويوتوب..) في حشد أبناء الحسيمة وتوريطهم في مخططهم الجهنمي. وسنعمد إلى كشف حقيقة بعض هذه الصور، التي ذهب ضحيتها العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن بعض "الصحفيين" سارعوا إلى نشرها على مواقعهم الالكترونية دون أن يتجشموا عناء البحث عن مصادرها لمعرفة صحتها وعلاقتها مع الاحداث في الحسيمة.. أولى هذه الصور تتعلق بلقطة يظهر فيها أحد المتظاهرين وهو يلقي بقنبلة مسيلة للدموع على القوات العمومية، بعد ان التقطها من الارض، وتظهر سحب من الدخان حوله، وهي صورة أريد بها التأثير على المتلقي والمشاهد وإصباغ هالة من الشجاعة والإقدام على الشخص، الذي يظهر فيها وجعل الرأي العام يتضامن معه باعتباره أحد ابناء الريف الأبي. والحقيقة ان هذه الصورة تعود إلى أحداث قديمة وقعت بمصر ولا علاقة لها بالمغرب ولا بالحسيمة، وقد حاولنا التقصي لمعرفة أصل ومرجع الصورة وتبين لنا أن الامر يتعلق بأحداث في أسوان سنة 2013، عندما ألقت الشرطة المصرية قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين رشقوا محطة للوقود بالحجارة.. أما الصورة الثانية فتتعلق بطائرة هليكوبتر تحوم فوق منازل في الدارالبيضاء، قال عنها المتربصون إنها تتعلق بأحداث الحسيمة، وكتب هؤلاء تعليقا مثيرا لإغراء المشاهدين وتضليلهم جاء فيه " الصور ليست من الأراضي الفلسطينية المحتلة بل من مدينة الحسيمة المعسكرة"!!!، وذلك بهدف جعله يتعاطفون دون إعمال العقل مع ما يجري في الحسيمة. وتعود الصورة إلى أبريل سنة 2007 خلال تعقب أحد المجرمين المتورطين في احداث إرهابية بالدارالبيضاء، ولا علاقة لها باحداث الحسيمة وما على "اشباه الصحفيين" الذين تلقفوا الصورة ونشروها بدون تمحيص، إلا العودة لأرشيف هذه الاحداث الارهابية للوقوف على حقيقة الصورة المراد تضليل المواطنين بها..وقد التقطت عقب العملية الانتحارية ليوسف الرايدي شقيق عبد الفتاح الرايدي، منفذ تفجير محل للانترنيت خلال شهر مارس من نفس السنة، مباشرة بعد أن خرج من وسط سكان حي الفرح محاولا الهرب من قبضة رجال الأمن بعد مطارة فوق أسطح المنازل..
أما الصورة الثالثة فهي في الاصل صورة ملتقطة من طرف إحدى المشاركات في رالي عائشة للرمال سنة 2005، وقد نشرها المتربصون ضمن جملة من الصور لمحاولة تصوير ما يقع بالحسيمة بشكل فظيع والتأثير على المشاهدين من خلال الادعاء، ان هناك عسكرة استعملت فيه كل الآليات بما في ذلك طائرات الهليكوبتر، والحقيقة ان الامر لا يعدو أن يكون مجرد اجراءات تقوم بها كل السلطات الامنية في جميع الدول الديمقراطية، ولنا ان نتابع ما يجري في فرنسا والمانيا وفي الجارة الاسبانية القريبة لنا، لنقف عند أشكال مواجهة الاضرابات والاحتجاجات خاصة تلك التي ترمي إلى خلق البلبلة والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعمومية..