أكد السيناتور فرناندو كولور دي ميلو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني بمجلس الشيوخ البرازيلي، أن المغرب يعد مخاطبا هاما في شمال إفريقيا والعالم العربي في مجال التعاون جنوب- جنوب. وقال في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة زيارته المقبلة للمملكة، إن "المغرب يعتبر مخاطبا في شمال إفريقيا والعالم العربي، والبرازيل فاعل إقليمي مهم" في ما يتعلق بالتعاون جنوب- جنوب. وسيقوم كولور دي ميلو بزيارة عمل للمغرب من 19 إلى 25 يوليوز الجاري، ينتظر أن يتباحث خلالها، على الخصوص، مع عدد من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين وأعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني بمجلس الشيوخ البرازيلي إن هذه الزيارة، التي تأتي في إطار الدبلوماسية البرلمانية، تهدف إلى تعزيز العلاقات الجيدة بين البرلمان البرازيلي والسلطات المغربية، لاسيما مع السلطة التشريعية. وأضاف أن "العلاقة بين البرازيل والمغرب تطورت بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، ويمكن أن تتعزز أكثر"، مشيرا إلى أنه منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، تعززت العلاقات والحوار الثنائي بين الجانبين. وبعد أن أكد على الاهتمام الذي يوليه المغرب لتكريس مزيد من الانفتاح ولتنويع علاقاته الدولية، أشاد السيد كولور دي ميلو بالجهود التي تبذلها المملكة من أجل النهوض بالقارة الإفريقية. واعتبر أن عودة المغرب إلى كنف الأسرة الإفريقية وطلبه الحصول على العضوية في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) يشكلان "مطالب مشروعة" تبرهن على الاهتمام الذي يوليه المغرب لشؤون القارة. وأشار إلى أن "البرازيل، التي طالما دعت إلى تعددية الأطراف، والسعي للسلام وروح التوافق وكذا التعاون بين الشعوب، ترحب بهذه المبادرات"، مضيفا أن بلاده تعتبر "شريكا متميزا" ينبغي تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية معه. وعلى الصعيد البرلماني، قال السيناتور البرازيلي إن الحوار يمكن أن يتعزز على هذا المستوى من خلال الدور الذي تقوم به لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني بمجلس الشيوخ في السياسة الخارجية للبرازيل، داعيا، في السياق ذاته، إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مثل الفلاحة، والدفاع، والتنمية الاجتماعية، والتجارة والاستثمار. وأكد، في هذا الصدد، أن البرازيل راكمت تجربة كبيرة في المجالات المذكورة، لا سيما في مجال الدفاع والبحث والتنمية وتبادل الخبرات والدعم اللوجستي. وأبرز أن "هناك عددا من الجسور التي يمكن بناؤها"، مستعرضا مختلف أطر التعاون التي تربط بين البلدين، مثل اتفاق التعاون العلمي والتقني والتكنولوجي، الموقع في 10 أبريل 1984 . وأبرز البرلماني، في هذا الصدد، نتائج الدورة الأولى للجنة المشتركة المغربية- البرازيلية، التي انعقدت في يونيو 2008 بالرباط وتوجت بتوقيع ثماني اتفاقات للتعاون تشمل مجالات متنوعة مثل الصحة الحيوانية والبيئة وتدبير المياه. وعلى الصعيد التجاري، أشار السيد كولور دي ميلو إلى أن البرازيل شكلت الشريك التجاري الثالث للمغرب سنة 2014، وراء كل من فرنسا واسبانيا، مبرزا أن التجارة الثنائية بين البرازيل والمغرب سجلت نموا بنسبة 151 في المائة بين سنتي 2005 و2014 ، حيث انتقلت من 725,6 مليون دولار إلى 1,818 مليار دولار. وبلغت قيمة الصادرات البرازيلية نحو المغرب حوالي 8ر247 مليون دولار في الفترة ما بين يناير وماي 2017 ، مقابل 1ر161 مليون دولار خلال نفس الفترة من السنة الماضية، بزيادة بواقع 8ر53 في المائة، حسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة التنمية والصناعة والتجارة البرازيلية. بالمقابل، سجلت الواردات البرازيلية من المغرب، بدورها، تحسنا وانتقلت من 8ر181 مليون دولار بين يناير وماي من سنة 2016 إلى 2ر283 مليون دولار في الفترة ذاتها من السنة الحالية، ما يعني زيادة بنسبة 77ر55 في المائة.