لم يهضم الاعلام الرسمي الجزائري فشل الجالية الجزائرية في تجاوز 3 مقاعد بالبرلمان الفرنسي مقابل فوز ثمانية مهاجرين من أصول مغربية في الانتخابات التشريعية التي جرى دورها الثاني يوم الأحد المنصرم، والتي منحت انتصارا كبيرا لحزب "الجمهورية إلى الأمام"، الذي يقوده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. واعترفت يومية الشروق الجزائرية، بعجز الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا في إيصال أكبر عدد ممكن من أبنائها للبرلمان الفرنسي، مشيرة أن الفرنسيين من أصل جزائري لم يحققوا في هذا الاستحقاق، سوى ثلاثة مقاعد فقط في حصيلة شبه نهائية، وهو رقم لا يتماشى إطلاقا، تضيف الجريدة، مع حجم الجالية المقيمة بفرنسا، والتي تقدر بالملايين حسب التقديرات غير الرسمية، ونحو مليون نسمة فقط بحسب التقديرات الرسمية الفرنسية. وعادت اليومية الجزائرية، للحديث عن فشل الجزائرية ليلى عيشي، أمام منافسها المغربي عبد المجيد القراب، معتبرة أن اندحار ليلى عيشي يعد مفاجأة لانها كانت "مرشحة فوق العادة للفوز" قبل ان تثار حولها ضجة اعلامية بسبب دعمها للموقف الجزائري الداعم لانفصاليي البوليساريو.. وكانت عيشي مرشحة في البداية ضمن قوائم حزب الرئيس ماكرون، تضيف الجريدة، غير أن إثارة الجدل حول موقفها من قضية الوحدة الترابية المغربية، ودعمها لانفصاليي البوليساريو، دفع قيادة "الجمهورية إلى الأمام"، إلى استبدالها بالفرنسي من أصل مغربي، مجيد الكراب، لتمثيل الحزب في الدائرة التاسعة لفرنسيي الخارج (المنطقة المغاربية وإفريقيا الغربية)، فيما ترشحت عيشي ضمن قوائم "الحركة الديمقراطية"، التي يترأسها المترشح السابق للانتخابات الرئاسي، فرانسوا بايرو، أحد داعمي الرئيس ماكرون. وأبانت هذه القضية عن مدى التأثير القوي للجالية المغربية وعدالة القضية المغربية التي دفعت ليس فقط بأبناء الجالية المغربية لمعاقبة ليلى عيشي بل كذلك باقي الجاليات في شمال افريقيا وفي افريقيا الغربية، وتعتبر المقاعد الثلاثة المحققة حصيلة هزيلة جدا ولا ترقى أبدا لتكون في مستوى حجم الجالية الجزائرية الذي يعد بالملايين، كما تؤكد هذه الواقعة مدى تشتت الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا وعدم وقوفها ككتلة واحدة، بدليل فشلها في اختبار الانتخابات التشريعية، وهي أمور لها علاقة وطيدة بما يقع في الجزائر من أزمة زادتا حدة تشبث الحكام بمصالحهم الشخصية ضدا على مطالب الشعب وآماله في التغيير واستبدال الاشخاص المتحكمين في دوالب النظام الذين يحنون إلى زمن الحرب الباردة ولايزالون يحكمون قبضتهم الحديدية على الشعب الغلبان على امره..