خرجت جماعة العدل والإحسان اليوم الأحد بقدها وقديدها للمشاركة في المسيرة التضامنية مع ما يسمى حراك الريف، ولم يكن الأمر مفاجئا فقد دعت إلى المشاركة المكثفة، بعد العزلة التي عاشتها بشكل كبير منذ انسحابها من حركة 20 فبراير، وظهر أن الغرض من المشاركة ليس الدفاع عن المطالب الاجتماعية ولكن استعراض العضلات. وكعادة الجماعة قامت بالنفخ في الأرقام بشكل كبير وسمتها المسيرة المليونية، ويعرف المهتمون معنى هذا النوع من المسيرات، بينما لم تتجاوز نسبة المشاركين في المسيرة ما بين 12 ألف و15 ألف مشارك ومشاركة، واهتمت الجماعة بإنزال القطاع النسائي الذي تم عزله في مسيرة خاصة حتى يظهر حظورها للجميع، ولكن واقع الأمر يفند كل هذه الادعاءات الكاذبة. وفضحت الجماعة نفسها بهذا الخروج حيث تقاتلت على الصفوف الأولى إذ حاولت السيطرة بكل قوة على المسيرة، وقام أعضاؤها بسب وشتم مناضلي الحزب الاشتراكي الموحد، وفق ما أكدت مصادر شاركت في المسيرة، ومحاولة الهيمنة على المسيرة يؤكد بالدليل الملموس لمن ما زال في قلبه شك أن الجماعة لا يهمها المطالب الاجتماعية من قريب ولا من بعيد ولكن يهمها استعراض عضلاتها وتحقيق مآربها السياسية. وما يمكن قوله عن المسيرة حسب المتتبعين هو أنها مسيرات، فكل حزب بما لديهم فرحون، حيث لم تكن هناك مسيرة واحدة، حيث غاب التجانس عن التيارات المشاركة، كل تيار يرفع شعاراته، حيث لا مسيرة موحدة ولا شعارات موحدة ولا كلمة موحدة، بما يعني أن كل طرف يهدف إلى أشياء مختلفة عن الباقي وأن دعم الحراك ما هو إلا مشجب تعلق به المشاركون لقضاء أغراضهم السياسية. وجمعت المسيرة اليوم كل المتناقضات من عدميين وفوضويين إلى يساريين وإسلاميين متطرفين وبقايا أحزاب تبحث لنفسها عن العودة إلى الشارع بأي ثمن بعد أن فقدت امتدادها الجماهيري. وتذكر الجميع اليوم سيناريو حركة 20 فبراير، حيث ركبت الجماعة المطالب الاجتماعية لتحقيق أهخدافها السياسية وبعد أن جوبهت بمعارضة الفعاليات الأخرى انسحب، وها هي اليوم تعود لتركب على حراك الريف من أجل الغرض ذاته.