كتب الصحفي الجزائري سعيد بوعقبة، في يومية الخبر الجزائرية، ان على المعارضة الجزائرية ان تختار، بعد مهزلة الانتخابات التشريعية للرابع من ماي الجاري، إما أن تكون على موعد مع التاريخ وذلك من خلال عدم دخولها البرلمان وليس الحكومة فقط، وغلا ستجد نفسها على موعد مع قمامة التاريخ.. وسرد بوعقبة عدة اسباب قال إنها سنبيء بان البرلمان المقبل لن يعمر طويلا، وذلك ففي مقال تحت عنوان " المعارضة على موعد مع التاريخ؟!" كتبه الكاتب بزاوية "نقطة نظام" التي يكتبها بيومية الخبر.. وجاء في مقال بوعقبة، أن "الجزائر مقبلة على تحول سياسي عميق ولا يمكن لبرلمان فاقد للشرعية وليس منقوص الشرعية، كما كان من قبل، أن يساير هذا التحول المطلوب والمعبر عنه من طرف 80% على الأقل من الذين مارسوا العصيان الانتخابي مؤخرا." وأضاف بوعقبة أن "الشعب الجزائري في الانتخابات الأخيرة وضع المعارضة المدجنة والسلطة في كفة واحدة وسحب منهما الشرعية، ولذلك، فإن بقاء هذا البرلمان بلا شرعية نواب السلطة ونواب المعارضة على السواء هو ضرب من الانتحار السياسي للسلطة والمعارضة سواء بسواء". نعم، يقول بوعقبة، البلاد مقبلة على تحولات إجبارية وعلى المعارضة المدجنة التي لم تكن في مستوى الآمال المعلقة عليها في "مزفران 1 و2"، عليها أن تقوم هذه المرة بإجراء القراءة الصحيحة للوضع السياسي العام للبلاد فيما يستقبل من الأيام القادمة. وأول هذه القراءة، أن ترفع هذه المعارضة إلى المستوى التاريخي وتقاطع البرلمان بنوابها بعد أن تلقت صفعة مزدوجة الألم، واحدة من الشعب والأخرى من السلطة، فلم تحصل هذه المعارضة حتى على أصوات مناضليها، فما بالك بالمواطنين، ولم تحصل على المقاعد التي وعدت بها لدخول الانتخابات في سياق الكوطة!" واعتبر بوعقبة أن السياسي النبيه هو من يقرأ قراءة صحيحة لحركة الشعب واتجاهاته العامة لتكون مواقفه على موعد مع التاريخ... والتاريخ يقول اليوم، يضيف الكاتب والصحافي بوعقبة، إن المعارضة عليها أن لا تدخل البرلمان وليس الحكومة، لتكون على موعد مع التاريخ، وإذا لم تفعل ستجد نفسها على موعد مع قمامة التاريخ، وسيسجل عليها الشعب هذا الموقف كما سجله عليها يوم 4 ماي الماضي. وأكد بوعقبة ان جبهة القوى الاشتراكية(حزب الراحل الحسين ايت أحمد) وحزب التجمع الوطني الديمقراطي(الذي يتزعمه مستشار بوتفليقة أحمد أويحيى) والأحزاب الإسلامية التي غادرت "مزفران" إلى مائدة السلطة لم تحصل إلا على الفتات، وبقاؤها في البرلمان هو فضيحة أخرى لهذه الأحزاب، خاصة وأن هذا البرلمان لن يعمّر طويلا بسبب عدم شرعيته، وعلى جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية(الذي اسسه سعيد السعدي) اللذين حصلا على 17% من المشاركة في الانتخابات في ولاية تيزي وزو، عليهما أن يستخلصا العبرة وينسحبا من البرلمان لاستعادة إشعاعهما الشعبي كأحزاب فاعلة في المنطقة، وليكن الأمر كما فعلها الدا الحسين سنة 1999-الراحل الحسين ايت احمد-، عندما قاد الانسحاب من الرئاسيات جرّ وراءه كل المرشحين. واليوم على جبهة القوى الاشتراكية المسؤولية الكبرى، لأنه هو الذي جرّ المعارضة إلى المشاركة الهزيلة. وختم بوعقبة بالقول "يخطئ من يعتقد أن الانسحاب من البرلمان يعرّض البلد إلى أخطار، بل بالعكس، الانسحاب يقدم خدمة للسلطة لتراجع نفسها في هذه الكارثة، وفي نفس الوقت ينقذ المعارضة وشعبيتها مما حصل لها.. ويفتح أمام البلاد آفاقا جديدة للخروج من الأزمة، لأن بقاء هذا البرلمان هو بقاء وتمديد لعمر الأزمة، خاصة وأن المعارضة لن نستطيع فعل شيء بوجودها في هذا البرلمان أو وجودها في الحكومة. الحركات التاريخية هي الحركات التي تقوم بقراءة صحيحة ومبكرة لاتجاه التاريخ، فتتخذ قرارات في المستوى التاريخي، وإذا كانت المعارضة الجزائرية قد قرأت قراءة غير صحيحة للمشاركة في الانتخابات، فعليها أن لا تقرأ قراءة غير صحيحة لحركة التاريخ في المنظور القريب، سواء على مستوى المشاركة في البرلمان أو المشاركة في الحكومة، لأن عدم المشاركة لن يفقدها غير مرارة الهزيمة وفقدان الشعبية."