بعد أكثر من مائة يوم على الإضراب عن الطعام الذي نفذه بسجن الأغواط، بالجنوب الجزائري، إضطر الناشط الحقوقي الأمازيغي المعتقل كمال الدين فخار، أمس الخميس، لتوقيف إضرابه حسبما أعلن محاميه اليوم الجمعة. وجاء في تصريح مكتوب لكمال فخار، نشره محاميه صلاح دبوز، "لم تستطع عزيمتي وإصراري على الاستمرار إلى النهاية، أن تصمد طويلا أمام طلبات، نصائح، رجاء، وحتى غضب أفراد العائلة، وأصدقائي(...) لوضع حد للإضراب عن الطعام".
وقال فخار إنه اختار ان يوقف اضرابه بمناسبة الاحتفال بذكرى "الربيع الامازيغي" في إشارة الى أحداث 20 ابريل 1980 التي شهدتها منطقة القبائل بشرق الجزائر للمطالبة بالديمقراطية والاعتراف ب"الهوية الامازيغية".
وكان حقوقيون وصحافيون طالبوا في التاسع من ابريل بإطلاق سراح فخار، كما يقوم محاميه دبوز منذ ستة ايام بمسيرة من العاصمة نحو بلدة الاغواط، على مسافة 400 كلم، "للمطالبة بإطلاق سراح موكله وكل مساجين الرأي"، حسب ما صرح به وكالة فرانس برس.
وأشار فخار، وهو طبيب وناشط حقوقي من منطقة وادي ميزاب الامازيغية، الى انه يعاني من التهاب فيروسي كبدي وان الأطباء نصحوه بتوقيف الإضراب عن الطعام "حتى يستعيد قواه لمباشرة العلاج" ولكي تكون له القدرة على مواصلة النضال السلمي مع الجميع "لتسليط الضوء والكشف عن كل الحقائق في أحداث غرداية".
ووجهت الى الناشط الحقوقي في غرداية، يوم التاسع من يوليو 2015، اتهامات فاق عددها العشرين، كما صرح المحامي دبوز سابقا.
وكان المحامي اكد أن عشرين تهمة وجهت لفخار "بينها ثلاث عقوبتها الاعدام مثل المساس بامن الدولة والارهاب والنداء الى حمل السلاح".
وابرز تهمة وجهت الى فخار، المضرب عن الطعام منذ الثالث من يناير 2017، هي "الدعوة الى انفصال ولاية غرداية عن الدولة الجزائرية"، وهي تهمة نفاها على لسان محاميه.
وينتظر فخار ان تفصل المحكمة العليا في الطعن ضد قرار غرفة الاتهام الذي رفعته الى النيابة العامة.
وشهدت غرداية الواحة الجنوبية للجزائر مطلع 2015 مواجهات بين العرب الشعابنة(سنة) والامازيغ المزابيين(اباضية) اسفرت عن مقتل 23 شخصا وتوقيف أكثر من مائة بينهم مال الدين فخار الذي القي عليه القبض في 9 يوليو من نفس السنة. وحوكم على بعض المتهمين منهم بالسجن.