التقت مارين لوبان، زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف، في نظرتها للجزائريين مع جنرالات الحكم العسكري الجاثمين فوق صدره تحت عنوان الرئيس المدني الموجود منذ فترة طويلة فوق سرير المرض، ولم تختلف في رؤيتها لهذا الشعب بكونه مجرد مجموعة همج جاءت فرنسا لإدخالهم للحضارة، كما يرى العسكر، سليل الاستعمار الفرنسي، أن الشعب مجرد همج لا يستحقون الديمقراطية ولا يستحقون أن ينعموا بخيرات بلادهم. قالت مارين لوبان في آخر تصريح لها "الاستعمار منح الكثير للجزائر، مستشفيات، طرقات وغيرها". وكان والدها، المطرود من الحزب، يتغنى بما "أنجزه" الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وفي عز الأزمة التي تداولت خلال حكم الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، حين تمت محاولة تمرير قانون في فرنسا يقر بالجوانب الايجابية للاستعمار، تعالت أصوات مؤرخين قالوا "فعلا فرنسا بنت طرقات ومستشفيات في الجزائر لكنها في تلك الفترة لم تكن موجهة لصالح الجزائريين بل للمعمرين".
لقد كان الاستعمار الفرنسي يستغل خيرات الجزائر، وتذهب عائدات النفط والغاز للخزينة الفرنسية، وهو الشيء نفسه الذي يقوم به الجنرالات اليوم، حيث تذهب العائدات إلى حسابات سرية في سويسرا والجزء الآخر يذهب للمؤامرة ضد المغرب والفتات للشعب، وهنا يلتقي الطرفان.
لا يمكن أن ننسى في إطار الحديث عن إهانة مارين لوبان، وهي تمثل الوجه الفرنسي الاستعماري، أن فرنسا لما خرجت من الجزائر تركت جنرالاتها يتحكمون في البلاد حتى تبقى غارقة في الظلام وحتى يتولد لدى المواطن الحنين للمحتل وينسى جرائمه.