ردت وزارة الصحة على الممرضين، الذين أعلنوا اليوم الأربعاء، عن إضراب وطني إلى حدود استجابة الوزارة لمطالبهم بتسوية وضعيتهم المهنية والعلمية والاعتراف العلمي والمعادلة الإدارية لدبلومات السلك الأول والثاني. وأكدت بلاغ لوزارة الصحة، اليوم الاربعاء، أنها اتخذت عدة اجراءات لتسوية الوضعية العلمية والإدارية للأطر التمريضية، وذلك قصد تسويتهما وإنصاف هذه الفئة، لتتمكن من الانخراط الإيجابي في المشروع الإصلاحي للمنظومة الصحية.
وأوضح بلاغ الوزارة، أنه تنفيذا لمحاور اتفاق 5 يوليوز 2011 المتعلق بالحوار الاجتماعي وتفعيلا لمقتضياته، اتخذت الوزارة هذه الإجراءات والتدابير تجسيدا لسياستها الرامية إلى جعل الموارد البشرية في صلب المنظومة الصحية، باعتبارها دعامة أساسية لإنجاح أوراش الإصلاح الآنية والمستقبلية وكذا الرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطنات والمواطنين.
وأوضحت في هذا الصدد أنه بخصوص الوضعية العلمية لدبلوم الطور الأول (باكالوريا + 3 سنوات من التكوين) المسلم من طرف معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي) للممرضات والممرضين، وبعد مداولات مع القطاعات الحكومية المعنية والشركاء الاجتماعيين، تم إقرار عبر إرسالية بتاريخ 16 فبراير 2016 تحت رقم 02/431، السماح لهذه الفئة بالمشاركة في امتحانات التسجيل ومتابعة الدراسة في سلك الماستر، شأنهم في ذلك شأن نظرائهم الحاصلين على شهادة الإجازة من الكليات والمعاهد الأخرى.
وبالنسبة لحاملي دبلوم الطور الثاني (باكالوريا + 5 سنوات من التكوين) في الدراسات شبه الطبية ، يضيف البلاغ، تم إقرار إمكانية ولوجهم سلك الدكتوراه، شأنهم في ذلك شأن نظرائهم الحاصلين على شهادة الماستر بالكليات والمعاهد الأخرى، وذلك بناء على قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر رقم 1432.16 الصادر بتاريخ 28 يوليوز 2016.
وسجل المصدر ذاته أن هذين القرارين مكنا مجموعة من حاملي شهادات الطور الأول من التسجيل بسلك الماستر، وتسجيل حاملي شهادة الطور الثاني بسلك الدكتوراه بعدد من الكليات الوطنية، وذلك حسب الشروط المعتمدة لكل تخصص.
وأعلنت وزارة الصحة أنها ستفتح تدريجيا أول ماستر بيداغوجي في علوم التمريض وتقنيات الصحة بداية بمعاهد الرباط، وفاس، ومراكش، برسم سنة 2017/2018، مشيرة إلى أنه سيتم نشر دفتر المعايير البيداغوجية المصادق عليه بالجريدة الرسمية.
وأكدت الوزارة، بخصوص الوضعية الإدارية المتعلقة بإدماج الممرضات والممرضين حاملي دبلوم الطور الأول والحاصلين عليه قبل نظام الإجازة الماستر الدكتوراه في السلم العاشر عوض السلم التاسع حاليا، وكذا الممرضات والممرضين حاملي دبلوم الطور الثاني في السلم ال11 عوض السلم ال10 حاليا، والحاصلين عليه قبل نظام الإجازة الماستر الدكتوراه ، أحقية هذا المطلب وأهميته في تحسين الوضعية المادية لهذه الفئة على غرار الأطر الأخرى من حاملي الشهادات المماثلة بالوظيفة العمومية والتي تبلغ مدة التكوين بها ثلاث سنوات ( الإجازة ) أو خمس سنوات ( الماستر).
وشددت على أنها ستواصل مجهوداتها إلى جانب الشركاء الاجتماعيين والقطاعات الحكومية المعنية لإيجاد الحلول الملائمة والمنصفة، وذلك من خلال إعداد وإصدار مرسوم جديد في شأن النظام الأساسي الخاص بهيئة الممرضين كافة بوزارة الصحة الخاضعين للنظامين القديم والجديد.
وإيمانا منها بأهمية العنصر البشري ودوره الأساس في النهوض بالمنظومة الصحية بالمملكة، أكدت الوزارة أنها ستواصل إلى جانب شركائها الاجتماعيين والقطاعات الحكومية المعنية، تحسين الأوضاع المادية والإدارية للشغيلة الصحية من أطباء وممرضين وإداريين وتقنيين، مضيفة أنها ستحرص على تحسين ظروف عمل مهنيي هذا القطاع الحيوي، وداعية الجميع إلى تكثيف الجهود والتفاني في العمل خاصة حينما يتعلق الأمر بمهنتي الطب والتمريض.
وكانت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة (إ. و. ش) قد دعت إلى تنظيم إضراب وطني إنذاري ضد ما أسمته بقمع احتجاجات الممرضين، مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة بدء من العاشرة صباح اليوم الأربعاء، ردا على عدم التزام الوزارة ببنود محضر اتفاق 5 يوليوز 2011، حسب بلاغ النقابة.
وسار الاتحاد المغربي لجمعيات العلوم التمريضية وتقنيات الصحة، في الاتجاه نفسه متبنيا هذا الإضراب الذي أعلنت عدة نقابات دعمه والمشاركة فيه، داعيا كل الجمعيات التمريضية المنضوية تحت لوائه، إلى الدفاع عن كرامة الممرض للاعتراف العلمي والمعادلة الإدارية لدبلومات السلك الأول والثاني.