قالت الصحفية الهندية، رانجانا نارايان، اليوم الاثنين، إن المغرب يتطلع إلى تلبية 52 في المائة من احتياجاته الطاقية من مصادر متجددة في أفق سنة 2030 . وأوضحت نارايان، التي قامت بتغطية أشغال منتدى كرانس مونتانا الذي احتضنته المملكة في مارس المنصرم مبعوثة لوكالة الأنباء الآسيوية الهندية، أن "المغرب، الذي استورد 93 في المائة من احتياجاته الطاقية قبل أربع سنوات، يتطلع إلى بلوغ نسبة 52 في المائة من احتياجاته الطاقية من الألواح الشمسية وقوة الرياح" .
وأبرزت الصحفية الهندية أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى، في وقت سابق من هذا الشهر، انطلاقة أشغال إنجاز المرحلة الرابعة والأخيرة من أكبر مركب لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم "نور ورزازات"، والذي تصل طاقته الإنتاجية الإجمالية إلى 582 ميغاواط،، وهو ما يكفي لإمداد 1.1 مليون منزل بالطاقة الكهربائية .
وأضافت نارايان أنه تم الشروع في تنفيذ المرحلة الأولى من مركب "نور ورزازات" للطاقة الشمسية، الذي تصل تكلفته المالية إلى تسعة مليارات دولار، في سنة 2013، في حين تم إطلاق المرحلتين الثانية والثالثة في سنة 2016، على أن يتم الانتهاء من الأشغال المرتبطة بهذا المشروع في عام 2018 .
وأشارت الصحفية الهندية إلى أنه تم تسليط الضوء على ريادة المغرب في مجال الطاقة المتجددة خلال أشغال منتدى كرانس مونتانا، حيث اعتبر سعيد مفتي، مدير البحث بالمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، أن محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي تم إطلاقها في عدد من الأقاليم الجنوبية تجعل من المغرب "مثالا يحتذى" في هذا المجال.
وأضافت أن المرحلة الأولى من مشروع "نور ورزازات"، التي تم الشروع في استغلالها في فبراير 2016، تضم 500 ألف مرآة مقعرة موزعة على عشرات الهكتارات لتوليد 160 ميغاواط، مما يجعلها واحدة من أكبر محطات الطاقة الحرارية الشمسية في العالم.
وأوضحت أن هذه المرايا، التي تعد جزء من تكنولوجيا "الطاقة الشمسية المركزة"، تعمل بواسطة أحدث التقنيات في المجال على استغلال طاقة الشمس عبر استخدام أنابيب فولاذية تحمل سائلا ناقلا للحرارة بالماء، يتحول إلى بخار يدير توربينات توليد الكهرباء، مشيرة إلى أن هذا النظام يمكن من تخزين الطاقة بعد غروب الشمس وتوليد الطاقة الكهربائية في الليل.
وأشارت إلى أنه، في الوقت الذي ستعتمد فيه المرحلتان الثانية والثالثة بدورهما على تكنولوجيا "الطاقة الشمسية المركزة"، فإن المرحلة الرابعة من هذا المشروع الطاقي الضخم ستعتمد على تكنولوجيا الأنظمة الكهروضوئية لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وقالت الصحفية الهندية إن مشروع "نور ورزازات"، الذي يتم تطويره من قبل مجموعة (أكوا باور) السعودية والوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) ومجموعتي (أريس) و(تيسك)، سيساعد على خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 760 ألف طن سنويا، وبمقدار 17.5 مليون طن على مدى 25 عاما مقبلة.
وأضافت أن المغرب، وهو البلد الإفريقي الوحيد الذي يربطه بأوروبا خط كهربائي، يعول على مصادر الطاقة المتجددة من أجل المساعدة على خفض وارداته من الطاقة، مشيرة إلى أن المملكة تطمح إلى تصدير الطاقة عبر البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا وعدد من جيرانها في إفريقيا.
وأبرزت أن قطاع الطاقة المتجددة في المغرب يشغل حاليا حوالي 3000 شخص، غير أنه من المتوقع، وفقا لدراسة أجراها المنتدى الأورومتوسطى لمعاهد العلوم الاقتصادية، إحداث ما بين 270 ألف و500 ألف منصب شغل في هذا القطاع الأخضر بالبلاد بحلول عام 2040.
وأشارت الصحفية الهندية إلى أن المغرب يركز كذلك على طاقة الرياح، بعدما أقام مركبا لإنتاج هذا النوع من الطاقة في مدينة طرفاية، يعد الأكبر من نوعه في القارة الإفريقية، حيث يمتد على أكثر من 100 كيلومتر مربع عبر جنوب المملكة، على ساحل المحيط الأطلسي.