أشرف الملك محمد السادس، أمس السبت بجماعة غسات (إقليمورزازات)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز محطة "نور ورزازات4″، المحطة الأخيرة ضمن أكبر مركب لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، والذي تصل طاقته الإنتاجية الإجمالية إلى 582 ميغاوات. ويأتي هذا المشروع الجديد، الذي سيقام على مساحة 137 هكتار، والذي سيستعمل تكنولوجيا الأنظمة الكهرو- ضوئية، لتعزيز إرادة الملك الرامية إلى تثمين استغلال موارد المغرب الطبيعية، وصيانة بيئته، والعمل على استدامة تنميته الاقتصادية والاجتماعية، وتأمين مستقبل الأجيال القادمة. كما ينسجم هذا المشروع، تمام الانسجام، مع الالتزامات الدولية للمملكة المتعلقة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ومع التوجه الرامي للرفع من مساهمات الطاقات المتجددة ضمن المزيج الكهربائي الوطني إلى 52 بالمائة في أفق سنة 2030. وتستعين نور ورزازات 4، التي تتطلب استثمارات تقدر بأزيد من 750 مليون درهم، وبطاقة قصوى قدرها 72 ميغاوات، بتكنولوجية الأنظمة الكهرو- ضوئية التي تمكن من توليد الطاقة الكهربائية بشكل مباشر انطلاقا من الإشعاع الشمسي عبر الخلايا شبه الموصلة. حيث شكل نضج هذه التكنولوجية في سوق متنامية حلا جد تنافسي بالنسبة للمغرب. وسيتم تطوير محطة نور ورزازات 4، التي ستدخل حيز الاشتغال في حدود الفصل الأول من سنة 2018، في إطار شراكة تجمع بين الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، الفاعل المركزي في مجال الطاقات المتجددة بالمغرب، ومجموعة من المقاولات والفاعلين الخواص، على رأسهم مجموعة "أكوا باور"، وذلك بعد طلب عروض دولي. وسيتم تنفيذ مرحلة الاستغلال اعتمادا على نمط للإنتاج الطاقي المستقل ثلاثي الأطراف يدمج المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. وتمكن الهيكلة القانونية- المالية الفريدة لمشاريع "مازن" بدعم من الدولة، من تأمين أفضل سعر للكيلوواط/ ساعة. وهكذا، فإن ثمن الكيلوواط/ ساعة سيحدد في 0,44 درهم، وهو سعر جد تنافسي لم يتم بلوغه في السوق العالمي للطاقة الكهرو- ضوئية. ويعتبر مركب "نور ورزازات"، دعامة الاستراتيجية الطاقية المغربية، أكبر مركب طاقي في العالم بقدرة إجمالية تبلغ 582 ميغاواط في أفق 2018. ويهدف "نور ورزازات"، الذي يعد أول مشروع للطاقة الشمسية تنجزه الوكالة المغربية للطاقات المتجددة، إلى المساهمة في تطوير قدرة إنتاجية دنيا تبلغ 2000 ميغاواط في أفق 2020 من خلال مشاريع شمسية كبرى موزعة على مجموع تراب المملكة وعلى مواقع تتوفر على أكثر الميزات ملائمة. ويتألف مركب الطاقة الشمسية "نور ورزازات"، المنجز على مساحة أزيد من 3 آلاف هكتار، من أربع محطات للطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيات تتماشى مع المعايير الدولية، سواء على المستوى التكنولوجي أو البيئي، وترتبط بمنصة للبحث والتنمية تمتد على مساحة أزيد من 150 هكتار. ويتوقع أن تجلب هذه المشاريع، التي ستنجز بورزازات والعيون وبوجدور وميدلت وطاطا من خلال إستعمال مختلف التكنولوجيات الشمسية المختارة من أجل الاستجابة لحاجيات المكتب الوطني للماء والكهرباء، استثمارات تفوق 9 مليار دولار في أفق 2020 واقتصاد سنوي في انبعاثات غازات الدفيئة تقدر ب3,7 مليون طن من غاز ثنائي أوكسيد الكربون. وتعتمد أول محطة ضمن مركب الطاقة الشمسية "نور ورزازات" (نور 1)، التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 160 ميغاواط، والتي أعطى الملك محمد السادس، في فبراير 2016 انطلاقة العمل بها، على نمط التوليد المستقل للطاقة. وتستخدم هذه المحطة، المشيدة على مساحة تناهز 480 هكتارا، تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية بالاعتماد على ألواح لاقطة مقعرة بقدرة تخزين حراري تصل إلى ثلاث ساعات. كما تتبنى المحطتان الثانية والثالثة من مركب الطاقة الشمسية نور (نور 2 ونور 3)، والتي أعطى الملك انطلاقة أشغال إنجازهما في فبراير 2016، أسلوب التوليد المستقل للطاقة. وسيتم تشييد محطة "نور 2″ ، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 200 ميغاواط وسبعة ساعات للتخزين (810 مليون اورو)، على مساحة قصوى تبلغ 680 هكتارا مع الاعتماد على التكنولوجيا الحرارية الشمسية من خلال ألواح لاقطة مقعرة. أما محطة "نور 3″ ( 645 مليون اورو)، فسيتم إنجازها باستخدام التكنولوجيا الحرارية الشمسية مع برج وستبلغ قدرتها الإنتاجية 150 ميغاواط. وستمتد هذه المحطة على مساحة قصوى 750 هكتار بقدرة 8 ساعات للتخزين. وفي ما يتعلق بمحطة "نور 4″، الشطر الأخير من مركب الطاقة الشمسية نور، فسيتم تشييدها على مساحة تناهز 210 هكتار وتعتمد تكنولوجيا الطاقة الشمسية الضوئية، بطاقة إنتاجية دنيا تقدر ب 70 ميغاواط. ومن شأن هذه المشاريع الأربعة المكونة لمركب الطاقة الشمسية (نور ورزازات) أن تجعل من هذا الأخير أضخم موقع لإنتاج الطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيا في العالم بطاقة إنتاجية تصل إلى 580 ميغاواط وغلاف استثماري يفوق 24 مليار درهم دون احتساب البنيات التحتية المشتركة المنجزة من قبل الوكالة المغربية للطاقة الشمسية والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من أجل تلبية حاجيات المتعهدين. وستعمل هذه البنيات التحتية على تلبية الاحتياجات من الربط الكهربائي والنقل الطرقي والتزويد بالماء الخام والصالح للشرب وشبكة تصريف المياه والاتصالات والسلامة. كما تشكل هذه المشاريع فرصة لتثبيت دعائم التنمية السوسيو اقتصادية من خلال القيام بمنجزات في مجالات الصحة والتعليم والفلاحة وعالم المقاولة والتنشيط الثقافي والرياضي بغلاف مالي يقدر بأزيد من 62 مليون درهم ممولة من قبل الوكالة المغربية للطاقة الشمسية ومجموعة "أكوا باوار". وهكذا، إستفاد أيضا من هذه المشاريع أزيد من 20 ألف شخص، فضلا عن تزويد أكثر من 30 دوارا بالماء الصالح للشرب وربط أربعة منها بالشبكة الطرقية الوطنية ويالتلي المساهمة في التقليص من عزلتها الترابية. وعلاوة على مركب "نور ورزازات"، يرتقب أن تشيد في إطار مخطط الطاقة الشمسية "نور" مجموعة من محطات الطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيا بميدلت والعيون وبوجدور وطاطا بطاقة انتاجية لا تقل عن 2000 ميغاواط، أي ما يمثل 14 في المائة من الطاقة الكهربائية التي يتم انتاجها بالمغرب. ويبقى الرفع من مساهمة الطاقات المتجددة في الباقة الطاقية الوطنية رهانا كبيرا أمام المغرب. وتتيح هذه الموارد الطاقية النظيفة، التي يتوفر المغرب على العديد من المؤهلات لتطويرها، إمكانية سد حاجياته المتنامية من الطاقة وتحسين أمنه الطاقي. كما تشكل هذه الطاقات الجواب الأمثل والصائب للإشكاليات المتعلقة بمكافحة التغيرات المناخية.