سيكون الحراك الشعبي العربي على امتداد أسبوع كامل محط دراسة وتحليل خلال الجامعة الصيفية لمشروع منبر الحرية 2011. ويشارك في الجامعة الصيفية، التي ينظمها منبر الحرية في منتجع ضاية الرومي قرب العاصمة المغربية الرباط، ما بين السادس عشر والواحد والعشرين من هذا الشهر، نخبة من المفكرين والباحثين العرب من تونس وسوريا ومصر والمغرب والعراق. وتنعقد الجامعة الصيفية لهاته السنة تحت شعار "المتغيرات الإقليمية الراهنة ومستقبل العالم العربي:مقاربات سياسية واقتصادية واجتماعية".
ويحاضر في الدورة كل من المفكر المغربي محمد سبيلا والأكاديمي السوري سربست نبي بالإضافة إلى الباحثة التونسية آمال قرامي والاقتصادي المغربي نوح الهرموزي. كما يقدم إدريس لكريني أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض مداخلتين. . وتُعدّ جامعة منبر الحرية الصيفية مناسبة لتنظيم ندوات دراسية يديرها أساتذة جامعيون وباحثون مرموقون متخصصون في الشأن العربي.
وهكذا يقدم المفكر المغربي محمد سبيلا مداخلتين الأولى بعنوان الحراك العربي والانتقال نحو الديمقراطية. ويتعلق الأمر هنا بالتساؤل عن سمات وآفاق الحراك العربي الحالي من حيث دوافعه ومنطلقاته ومن حيث آلياته وتفاعلاته وكذا من حيث آفاقه ومآلاته بهدف فهم هذه الدينامية التاريخية العربية الفريدة التي يؤمل منها وضع العرب على سكة الزمن العالمي.
وفي المداخلة الثانية يناقش سبيلا"الحداثة كأفق للحراك العربي" حيث يتعين هنا التفكير في الآفاق الفكرية التي تؤطر الحراك العربي الحالي مع محاولة تحديد ملامح هذا الأفق والتعرف على أسسه الثقافية في اتجاه خروج المجتمعات العربية من حالة الاستثناء وانخراطها في الآفاق الرحبة للحداثة. أما الباحثة آمال قرامي من جامعة منوبة التونسية فتتوقف عند"المرأة العربية في ظلّ المتغيرات الراهنة: التحديات والآفاق » .و تهدف هذه الورقة إلى "رصد أشكال حضور النساء في الفضاء العام زمن الانتفاضات والثورات، بالإضافة استقراء المميزات التي تساهم في إعادة النظر إلى أوضاع النساء والتحديات (الاجتماعية، القانونية،…). وفي مجال العلوم السياسية يقدم إدريس لكريني من جامعة القاضي عياض قراءة في التحولات الراهنة في المنطقة العربية وإشكالات التدخل الدولي لحماية حقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، يسائل الباحث والأكاديمي السوري سربست نبي مسألة الحرية في الفكر القومي العربي. ويعتبر سربست أن سؤال الحرّية لا يزال سؤالاً راهناً يستمد مسوغاته من غيابه وحضوره معاً.
ومن جهة أخرى يركز الباحث المغربي عزيز مشواط على إشكاليات الهوية والحراك العربي الراهن معتبرا أن "الربيع العربي" يشكل في عمقه بحثا عن هوية بديلة، هوية تتجاوز كل أشكال الانغلاق، هوية تفتح المجال واسعا أمام تأسيس المجتمعات المفتوحة، وبخاصة بعد أن فشلت كل الخطابات الهوياتية العربية السائدة في تقديم إجابة شافية للمجتمعات العربية عن سؤال لماذا تخلفنا؟.
وفي هذا الصدد، يقول عزيز مشواط: "جرب العرب كل الإيديولوجيات بدءا من الإيديولوجيات الوطنية والقومية والاشتراكية والإسلامية لكن عجز الشعارات واصطدامها بالواقع خلف إحباطا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، قبل أن تتضافر عدد من العوامل لتتحول الشعوب العربية من حالة الأغلبية الصامتة إلى الأغلبية الصاخبة".
وتدخل الجامعات الصيفية لمنبر الحرية هذه السنة دورتها الثالثة حيث تنعقد هذه الدورة كسابقاتها على شطرين، ينعقد الأول منها بالمغرب فيما تحتضن القاهرة الشطر الثاني في سبتمبر المقبل.
يذكر أن منبر الحرية مشروع تعليمي يهدف إلى تقديم أدبيات الحرية والأفكار والدراسات المتعلقة بها لصنّاع القرار، والطلبة والمثقفين والمؤسسات العلمية والأكاديمية، ورجال الأعمال ووسائل الإعلام، وأية شريحة أخرى تعنى بالحرية في العالم العربي.