الشعارات المرفوعة، أول أمس الخميس، من طرف المعطلين الذين احتجزوا حافلة للمكتب الشريف للفوسفاط بالعيون، تكشف عن أن هؤلاء ليست لهم علاقة بالمعطلين ولا هم يحزنون.. شعار "الله عليك يا العيون والحالة ماهي حالة، نصف أولادك في السجون والباقي في عطالة" إشارة واضحة بأن هؤلاء انفصاليون مدعومون من طرف الجزائر للتشويش على المحاكمة التي تدور أطوارها في سلا، والتي يحاكم فيها مجرمون اقترفوا أفعالا يعاقب عليها القانون الجنائي وليست لهم أي علاقة بحرية الرأي أو التعبير..
شعار " خيراتنا خيراتنا مارينها ولاراتنا، خيراتنا كفيلة بتشغيلنا، بكبيرنا وصغيرنا.."، الذي رفعه هؤلاء يكثف بكل وضوح الأهداف التي من أجلها أقدموا على احتجاز حافلة المكتب الشريف للفوسفاط، في إشارة إلى ما تدعيه الجزائر وأذنابها الانفصاليين بأن المغرب يستغل خيرات الأقاليم الجنوبية، في وقت أكدت مجموعة من التقارير أن المغرب يستثمر عشر مرات أكثر مما يجنيه في الصحراء، لتطبيق مشروع الحكم الذاتي في المنطقة، حيث إن معظم أرباح المكتب الشريف للفوسفات يتم توجيهها لفائدة دعم سكان الصحراء...
كما أن تحويلات الدولة إلى المنطقة تفوق بكثير عائداتها، عكس ما يدعيه الانفصاليون الذين يتحركون بإيعاز من النظام العسكري الجزائري، الذي يكن عداء تاريخيا ومرضيا للمغرب ولوحدته الترابية..
وتكفي الإشارة إلى ما جاء في خطاب جلالة الملك، بمناسبة الذكرى 38 للمسيرة الخضراء، لتفنيد ادعاءات الخصوم حيث قال جلالته إنه "في إطار التضامن الوطني، فإن جزءًا مهمًا من خيرات وثروات المناطق الوسطى والشمالية للمغرب، يتوجه لتلبية حاجيات مواطنينا في الجنوب. وذلك عكس ما يروّج له خصوم المغرب، من استغلال لثروات الصحراء".
إن ما قام به هؤلاء يندرج في إطار أجندة مفضوحة خططت لها الجزائر مع اقتراب شهر ابريل الذي يقدم فيه تقرير خاص بالصحراء المغربية أمام مجلس الأمن الدولي، وهي محاولات تنضاف إلى التوجيهات التي أعطيت لمجرمي اكديم إزيك الذين يحاكمون بسلا، وكذا بعض الملاحظين والمحامين الأجانب من أجل تسييس القضية وتحوير موضوعها الذي لأجله يحاكم هؤلاء إلا وهو أعمال القتل الإجرامية، التي يعاقب عليها القانون الجنائي ولا مجال لربطها بحرية الرأي والتعبير بشهادة مراقبين ومحامين دوليين نزهاء..
كما أن هذه المشاهد المسرحية تأتي بموازاة التحرك الجزائري، عبر تحريك مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الذي يترأسه الجزائري اسماعيل شرقي لإدراج النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية كنقطة وحيدة في اجتماعه يوم الاثنين المنصرم، وذلك بعد أن صدّهم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، عندما رفض استقبال زعيم الانفصاليين بنيويورك ودعاه لسحب بيادقه المتواجدين بمنطقة الكركرات العازلة، كما فعل المغرب احتراما لقرارات المنظمة الدولية..
عندما لم يستطع النظام الجزائري أن يستميل انطونيو غوتيريس، الذي كان واضحا وصارما مع دميتهم إبراهيم غالي، لم يجدوا سوى دميتهم الأخرى "اسماعيل شرقي" رئيس مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الذي تسيطر عليه الجزائر منذ إحداثه سنة 2003، لإثارة الرأي العام الدولي ومحاولة استدراج المغرب إلى ألاعيبهم البئيسة، وهي الخطة التي انتبه إليها المغرب ولم يعرهم أي اهتمام وتركهم وحدهم مجتمعين مع عصابة البوليساريو، لأن ملف الصحراء المغربية، وكما عبر عن ذلك المغرب يوجد بين أيادي الأممالمتحدة التي تقوم بتدبيره بعيدا عن الضغوطات الجزائرية واللوبيات التي تعمل لصالح نظام العسكر والمخابرات مقابل أموال وريع الغاز والبترول..