أكد محمد بنحمو، الخبير في الشؤون الإستراتيجية أن كثرة التقارير الدولية حول الجزائر تدل على أن هناك قلق دولي حول الأوضاع المتردية في هذا البلد، الذي يعاني من وضع اقتصادي هش، واحتقان اجتماعي مرشح للانفجار في أي لحظة، وان البلاد تسير نحو المجهول، وتعيش لحظات ما قبل العاصفة. وأوضح بنحمو، أن كثرة وزخم هذه التقارير الدولية، التي تقدم شرحا مستفيضا لواقع الحال بالجزائر، تدل على أن النظام الجزائري يغرق، بسبب الغموض الذي يلف خلافة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مما يؤشر على أن البلاد تسير نحو الهاوية.
ولاحظت مراكز التفكير الدولية المشهود لها بالموضوعية، أن الشعب الجزائري يعيش على وقع تسريبات يومية حول ما تعتبره صحافة البلد ب"عدم تماسك" العمل الحكومي، في سياق يشهد تزايد التوترات بين مختلف مراكز السلطة.
وأوضح محمد بنحمو بهذا الخصوص، أن هناك اصطدام بين القوى المتنازعة على خلافة بوتفليقة، وهناك تدبير سيء لهذه الصراعات، التي تدل على أن القادم من الأيام سيعرف احتدام الصراع بين الأجنحة الثلاث المتصارعة في الجزائر أو ما يعرف بالمواقع الثلاثة، المتمثلة أساسا في مؤسسة الرئاسة تحت نفوذ شقيق الرئيس، السعيد بوتفليقة الذي يدير البلاد وله طموحات كبيرة، ويمهد لخلافة أخيه منذ سنوات، وله سلطة مؤثرة على الأحزاب ويتحكم في الإعلام ويوجهه، وبين المؤسسة العسكرية التي تحاول تدبير المرحلة لصالحها، تحت قيادة احمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري ونائب وزير الدفاع، غير أن هذا القايد ليس حوله إجماع، ثم الأجهزة المخابراتية، التي تُذكي الحرب بين مختلف المواقع في السلطة بالجزائر، وبالتالي هناك تصدع كبير داخل المجموعة المتصارعة على الحكم في بلاد منهكة.
ويضيف بنحمو، أن المواطن الجزائري هو الضحية في هذا الصراع حول السلطة، ويبدو أنه أصبح يعي انتماءه إلى شعب دون دولة، دون أركان، شعب فقير لا يستفيد من العائدات النفطية ويعيش على وقع الحرمان اليومي والإقصاء، وعدم التكافؤ بين الجهات.