قال عادل العثماني، مفجر أركانة، في تصريحاته أمام قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب باستئنافية سلا، إنه كان ينوي الالتحاق بالثوار في ليبيا قصد الانضمام إليهم في قتال معمر القذافي، معتبرا ذلك ضمن صميم الجهاد الذي شرع فيه برفقة خليته. وكشفت مصادر عليمة "لتليكسبريس" حقائق مثيرة عن المخططات المستقبلية لهذا الشاب الذي أقدم في 28 ابريل الماضي على تفجير مقهى أركانة بساحة جامع الفنا بمراكش. و أوضحت المصادر ذاتها، أن المتهم اعترف أثناء استنطاقه، أنه خطط مع زميله حكيم الداح، وهو سلفي جهادي، للهروب عن طريق الهجرة السرية نحو الجزر الجعفرية "تينيريفي"عبر الصحراء للالتحاق بإسبانيا، في انتظار الالتحاق بالتنظيمات الجهادية في أي بؤرة من بؤر التوتر في العالم، مع إمكانية البقاء في اسبانيا أو فرنسا لتنفيذ عمليات جهادية ضد مصالحها وفق منهج تنظيم القاعدة.
و أشارت المصادر نفسها، إلى أن العثماني اعترف بتخطيطه رفقة شريكه لضرب تجمعات بشرية في الملاعب الرياضية و المهرجانات التي تنظم في فرنسا و إسبانيا، و ذلك وفق توصيات تنظيم القاعدة.
مشيرا إلى أنه، بالنسبة إلى تفجير مراكش، كان يستعد للإعلان عن تبني هذه العملية بعد مغادرته المغرب والوصول إلى ليبيا، و انضمامه إلى الثوار، من خلال بث شريط مرئي عبر موقع إلكتروني جهادي يعلن فيه مسؤوليته الكاملة عن تنفيذ العمل الإرهابي و دواعيه، مع الحرص على أن يظهر ملثما تحت لقب "أبو سياف الزرقاوي".
و أوضح المتهم أنه أشعر المدعو "أبو الخطاب الدليمي"، و هو قيادي في القاعدة بالعراق، عبر الأنترنيت، نيته استهداف مطعم يرتاده السياح الأجانب، فما كان من هذا الإرهابي إلا أن بارك مخططه، وقدم له نصائح لنقل العبوتين الناسفتين في القطار بشكل آمن.
وبعد تنفيذ عملية تفجير مقهى أركانة عن بعد، قام عادل العثماني بتسجيل الفيديو الذي يظهر حجم الأضرار واقترب بدوره للإطلالة على ركام المقهى، وشاهد سقوط الضحايا في الحادث الأليم، ثم جمع هاتفه القنال الذي التقط به المشاهد المؤلمة، ثم غادر مسرح جريمته الإرهابية. وكان ينوي الفرار إلى ليبيا قبل أن تعتقله الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.