تم أمس الثلاثاء بالرباط تكريم المفكر الراحل محمد أركون بمناسبة صدور كتابه "قراءات القرآن" عن منشورات "لاكروازي دي شومان". وصرحت زوجة الفقيد ورئيسة مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات ثريا اليعقوبي أركون لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الكتاب الذي نقحه الراحل على مدى عشرين سنة صدر في طبعتين.
وقالت على هامش مائدة مستديرة نظمها المعهد الفرنسي إن الراحل ألف العديد من الكتب لكن "قراءات القرآن" يعد ذرة أعماله، وقد قام بتحيينه قبيل وفاته حيث أضاف فصولا جديدة تناولت أساسا موضوع الجهاد، ومكانة المرأة في الاسلام ووضع الإسلام في أوروبا.
وأضافت أن الأمر يتعلق بكتاب غني جدا يفتح مسالك هامة للتفكير والبحث، حرصت على طبعه في دار نشر مغربية لاتاحة الفرصة أمام شريحة واسعة من القراء المغاربة للاطلاع عليه.
وفي حديث له بعنوان "القرآن والعقل" تم بثه في افتتاح اللقاء، دعا الراحل الى قراءة النصوص المقدسة بكثير من التأني والدقة، مبرزا أهم الأفكار المؤسسة لكتابه، والتي تصب في اتجاه فتح فضاء المعرفة التي لا تلغي العقيدة بل تضيئها أكثر.
الكتاب الصادر في طبعته الأولى عام 1982 يضم سبع دراسات مخصصة للقرآن ، تم تحريرها بين 1970 و 1980 ، وهو يشكل محور اهتمامات هذا المفكر الذي يوظف مكتسبات اللسانيات والسيميوثيقا وتاريخ الأفكار والسوسيولوجيا، في دفاعه عن قراءة عقلانية نقدية للنص القرآني.
وعرف اللقاء مشاركة عدة باحثين متخصصين مثل نايلة السليني من جامعة سوسة وفرانسوا ليفوني أمين عام أكاديمية اللاتينية بريو دي جانيرو وعبد القادر الرتناني مدير منشورات (لاكروازي دي شومان).
يذكر أن محمد أركون (1928-2010) برز كفيلسوف ومؤرخ بارز للفكر الاسلامي. وقد درس "الاسلاميات التطبيقية" في عدة جامعات أوروبية، أمريكية ومغاربية، وخلف العديد من المؤلفات في هذا المجال.