في خطوة لا تعجب حكام قصر المرادية بالجزائر تتواصل التقارير والمنشورات من وراء البحار التي تعالج الحالة في هذا البلد، وذلك لأغراض اقتصادية وجيوسياسية. فأقل ما يمكن أن يقال، منذ عدة أشهر، أن التشاؤم أو الكارثية هو أبرز ما يخيم على الوضع الجزائري والذي أصبح مصدر مخاوف كثيرة. فسياسة النعامة، التي تقضي بتجاهل المشاكل الحقيقية والعميقة من أجل تخدير الشعب الجزائري لم تعد تجدي نفعا. ولمتعد تكمئن احدا لأن تقارير المعاهد الأجنبية تدق ناقوس الخطر. وبناء على التقرير المذكور، أوضحت "لوماتان دالجيري" أن الجزائر اليوم في وضعية شبيهة بليبيا وتونس ومصر سنة 2010.
ورغم أنه لا يتم الإعلان عن ذلك، فإن جزء من مصادر الحكم واعية بالموضوع. فمرض الرئيس بوتفليقة يعتبر عائقا حقيقيا بالنسبة للجزائر. فخلال شهر واحد، وصلت ثلاث معاهد دولية معروفة عالميا بمصداقيتها إلى الخلاصة نفسها: غياب رئيس الدولة سيقود البلاد إلى الانفجار.
في الواقع، وبعد ذي غلوبال رايسك إنسايت وذي واشنطن انستوت لسياسة شمال إفريقيا، ها هو معهد أميركان انتربرايز يصل إلى خلاصة في تقريره الصادر يوم 16 فبراير الجاري إلى أن الظروف نضجب لانهيار الجزائر، التي أصبحت في وضعية شبيهة بوضعية ليبيا وتونس ومصر سنة 2010. وذلك من خلال معدل مرتفع للبطالة ونظام بنكي مبني على الرشوة، وبرامج حماية اجتاعية غير واقعية وطبقة حاكمة فاسدة يتزعمها دكتاتور في وضعية صعبة، فالجزائر نضجت من أجل الانهيار.
يشرح التقرير أنه لا يوجد دكتاتور عبر التاريخ استطاع أن يقود إصلاحات ، وباستثناء دكتاتور الشيلي بينوتشي فإن الإصلاحات الاقتصادية على عهد الدكتاتوريين نادرة جدا. ويحذر المعهد الدول الاوروبية ليس بخصوص انهيار الجزائر ولكن متى؟ فالغرب ينبغي أن يكون مستعدا لهذه الوضعية اقتصاديا وأمنيا.
وسلط التقرير الضوء على تعديلات الميزانية التي اعتبرها المعهد غير كافية لأن الحكومة الجزائية لا يمكن أن تمس قطاعات مهمة مثل الصحة والمدرسة والسكن، التي تشكل محور شرائها للسلم الاجتماعي. وحسب المعهد فإن إصلاح الأبناك يبقى تقليديا وهو المشكل الذي يجعل البلد ينجو أو لا. إنها حالة موازية للأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي التي تمت الإطاحة برؤسائها، لأنها حمت النخب التي لعبت بالنظام المالي لدولهم.
وأوضح التقرير أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تعتبر أيضا مصدرا للمخاوف، التي أعلن زعيمها عبد المالك دروغبال الجهاد ضد بوتفليقة، يستغل هذه الظروف من أجل تحقيق مكاسب مهمة.