تحتضن الجزائر نهاية هذا الأسبوع مؤتمرا دوليا حول الإرهاب إستدعت له دولا مثل أستراليا وسنغافورة وأندونيسا، بينما قامت بإقصاء بلدان الجوار المغرب، تونس، وليبيا..الإرهاب في الجزائر أصبح وسيلة من وسائل الحكم الرئيسية ومن آليات الشرعية بالنسبة لحكام المرادية، كما شكل الإرهاب أداة للضبط الأمني والسياسي في الجزائر منذ أن أدخلت البلاد قسرا في عشرية دموية، فكان التهديد بإمكانية سقوط البلاد في يد الإسلاميين مبررا لكل أشكال القمع والضبط الأمني والسياسي في الداخل، وصمت الخارج بدعوى التعاون ضد الإرهاب خاصة مع دولة بترولية كالجزائر. خطوة الجزائرالجديدة تريد أن توجه رسالة إلى الغرب، مفادها أن النظام الجزائري حليف أساسي ضد الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، وأن الأنظمة التي جاءت على أنقاض أنظمة الحزب الوحيد والحكم الشمولي، إما انها ضعيفة عن لعب أي دور مثل الحالة في تونس، أو أنها مخترقة من قبل القاعدة ومجموعات الإسلاميين، وهنا يحضر المجلس الإنتقالي الليبي، ويتذكر الجميع كيف أن الجزائر إشترطت على المجلس الإنتقالي إدانة القاعدة كشرط للإعتراف به.. أما بالنسبة للمغرب فإن العداء التاريخي لحكام الجزائر لبلادنا يمنعهم من دعوة المغرب حتى إلى جنازة فما بالك بمؤتمر يهدفون من ورائه تحقيق مكاسب سياسية ليس أقلها تجنب دعم الغرب لأي تحرك شعبي ضد النظام السياسي في الجزائر، وتقديم الجزائر على أنها توجد في وضعية خاصة بحكم تمركز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على ترابها، وهي الورقة التي تلعبها الجزائر منذ سنوات، علما أن تواجد القاعدة فوق التراب الجزائري منذ سنوات وقدرتها على توجيه ضربات في العمق الأمني والعسكري بالعاصمة الجزائر، وحده يؤكد على فشل الجزائر في التصدي للإرهاب، والإحتمال الوحيد الذي بقي إذا لم يصح هذا الطرح، هو أن حكام الجزائر هم من يتحكمون في أجندة القاعدة محليا وهم من ينظمون هجمات على أهداف سيادية للإيحاء بأن الدولة مهددة وإطلاق يد الأمنيين والعسكريين سواء في تدبير الشان السياسي أو الأخطر هو التدبير الإقتصادي القاتل الذي يتسم بتوزيع القطاعات الإقتصادية بين قادة الجيش المتحكمين في كل الصفقات العسكرية التي عقدتها الجزائر في السنوات الأخيرة بملايير الدولارات، خاصة مع روسيا في إطار الرهان على الروس في أي مواجهة مع الغرب... لكن رهان حكام الجزائر يبدو خاسرا من اليوم فالروس هم آخر ما يمكن الرهان عليهم فقد خذلوا أقرب حلفائهم سواء من صدام إلى القذافي، والموقف اليوم في سوريا سوف يوضح إلى أي حد يمكن للروس أن يذهبوا بعيدا في مواجهة الغرب وحماية حلفائهم. أحدث تقارير معهد الدراسات الإستراتيجية في لندن أكد على ان الجزائر أحد أكثر البلدان المؤهلة لتعرف إضطرابات سياسية وأمنية، هذا هو التحدي الذي يمكن أن يواجهه المغرب في المستقبل فاضطرابات في الجزائر تعني أن حكام المرادية سوف يستعملون منطق علي وعلى أعدائي، لهذا فالتحدي الذي يجب على المغرب الإنتباه إليه هو تأمين الحدود المغربية الجزائرية،فليس هناك إرهاب أخطر على المغرب من إرهاب الحكام الجزائريين اللذين يحتضنون ويسلحون مرتزقة يوجهون سلاحهم للمغرب منذ أزيد من 35 سنة...