أصر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر، على أنه لا يتمتع بالصلاحية لمعاقبة سلفه جواو هافيلانج، بعد اتهام الرئيس السابق للاتحاد، البالغ من العمر 96 سنة، بتلقي الرشوة. وكشفت وثائق نشرتها المحكمة العليا في سويسرا أن هافيلانج، الذي ترأس «فيفا» مدة 24 عاماً قبل وصول بلاتر إلى المنصب عام ،1998 جمع 1.5 مليون فرنك سويسري على الأقل (986 ألف جنيه استرليني)، في مقابل 12.74 مليون فرنك على الأقل لرئيس الاتحاد البرازيلي وعضو اللجنة التنفيذية ل«فيفا» سابقاً ريكاردو تيكسيرا. وحصل الرجلان على الرشوة من الشريك التسويقي السابق للفيفا «اي اس أل»، التي أعلنت افلاسها عام 2001 تحت عبء ديون وصلت إلى 300 مليون دولار اميركي، لكن بلاتر انتقل إلى موقع الهجوم أول من أمس الخميس، مصراً على انه عاجز عن معاقبة سلفه. وقال بلاتر للموقع الالكتروني ل«فيفا»: "لا املك الصلاحية لاستدعائه للمحاسبة. اللجنة العمومية اختارته رئيساً فخرياً، واللجنة العمومية وحدها يمكنها التقرير في مصيره".
واعتبر بلاتر أن المبالغ المدفوعة لم تكن غير قانونية بموجب القانون السويسري في ذلك الوقت. وقال: «اعرف ماذا؟ أن أموالا كانت تدفع للجنة، في ذلك الوقت، كان في الإمكان اقتطاع مدفوعات كهذه من الضرائب على أنها مصروفات أعمال".
وأضاف: "اليوم، يخضع هذا الأمر للمعاقبة بموجب القانون. لا يمكن الحكم على الماضي بناء على معايير اليوم، وفي حال مغايرة سينتهي الأمر بعدالة أخلاقية. لم يكن في إمكاني أن اعرف عن مخالفة لم تكن كذلك (وفق القانون في حينه)". وأقر بلاتر بأن ذكره ورد في الوثائق: "كان قرار المحكمة الفيدرالية السويسرية ان تجعل الاسماء غير الملاحقة مجهولة. في ما يتعلق بي، كان يمكن نشر الوثائق كاملة و »نظيفة « ، لوضع حد للتكهنات لمرة واحدة وأخيرة"
وأضاف: «لكن المحكمة قالت إن كل أسماء من هم من غير المتهمين من الطرف الثالث ستبقى مجهولة. انأ لست متهماً، لذا كنت مجهولاً وعرف عني باستخدام +ب 1+، وهو صراحة ليس امراٌ صعب الاكتشاف». ونشر ال«فيفا» تقرير المحكمة السويسرية الاربعاء على موقعه الالكتروني، مشدداً في بيان، على أن اسم بلاتر غير وارد في التقرير، على عكس هافيلانج وتيكسيرا.
وشدد البيان على أن «قرار المحكمة الفيدرالية السويسرية يؤكد أيضا أن اثنين من المسؤولين الأجانب (بلاتر ليس اجنبيا لأنه سويسري) فقط سيكونان جزءا من المسار، وأن رئيس الفيفا ليس متورطاً في القضية». وكشفت وثائق المحكمة أن المسؤولين في الفيفا كانوا على علم بأن هافيلانجوتيكسيرا تلقا الرشوة من «اي اس أل»، وان الاتحاد وافق على دفع 2.5 مليون فرنك (1.64 مليون جنيه استرليني)، بشرط أن تسقط الإجراءات في حق هافيلانجوتيكسيرا.
وتنحى هافيلانج، الذي يستمر رئيساً فخرياً ل«فيفا»، من عضوية اللجنة الاولمبية الدولية في ديسمبر الماضي، قبل أيام من جلسة استماع أمام لجنة الأخلاقيات عن علاقته ب«اي اس ال»، وذلك بعد مسيرة امتدت 48 عاماً. واتهم هافيلانج في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عام ،2010 بتلقي رشى تعادل مليون دولار اميركي من «اي اس أل»، لضمان حصولها على عقود مغرية خاصة بكأس العالم.
وتولى هافيلانج، الذي أصبح عضواً في اللجنة الاولمبية الدولية عام 1963 ، رئاسة الفيفا بين عامي 1974 و1998 قبل أن يخلفه بلاتر، الأمين العام للاتحاد مدة طويلة. وفي مايو الماضي، خرج هافيلانج من المستشفى في ريو دو جانيرو، بعدما أمضى شهرين للعلاج من التهاب في الكاحل ومشكلات في القلب والرئتين.
وهافيلانج هو والد زوجة تيكسيرا السابقة، علما أن الأخير استقال حديثاً من رئاسة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ورئاسة اللجنة البرازيلية المنظمة لكأس العالم 2014، بعد سلسلة من الاتهامات بالفساد. ولعب هافيلانج دوراً أساسيا في إحضار الألعاب الاولمبية إلى ريو دو جانيرو وأميركا الجنوبية للمرة الأولى، بعد اختيار اللجنة الاولمبية الدولية المدينة لاستضافة دورة .2016 وفي التصويت على اختيار المدينة المضيفة في كوبنهاغن، دعا هافيلانج أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية إلى الاحتفال بعيده ال100 على شاطئ كوباكابانا في حال منحوا ريو حق استضافة الأولمبياد.