عثر رجال الانقاذ الروس الاثنين على اجزاء إضافية من الطائرة العسكرية التي تحطمت في مياه البحر الاسود اثناء توجهها الى سوريا، فيما أكدت السلطات أنها لا ترجح فرضية العمل الارهابي وراء تحطم الطائرة التي كانت تقل 92 شخصا. وتحطمت الطائرة وهي من طراز توبوليف 154، بعيد اقلاعها بدقيقتين و44 ثانية من منتجع سوتشي. وكان على متنها 84 راكبا وثمانية افراد طاقم. ومن بين الركاب 64 من أعضاء "جوقة الجيش الاحمر" الذين كانوا متوجهين الى سوريا للاحتفال بعيد رأس السنة مع الجنود المنتشرين هناك.
ولم يؤكد المحققون بعد سبب تحطم الطائرة إلا أن مسؤولين قالوا انه من غير المرجح ان يكون السبب عملا ارهابيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "تجري حاليا دراسة جميع الاحتمالات، ومن المبكر التحدث عن اي شيء بشكل مؤكد ولكن كما تعلمون فان العمل الارهابي ليس في مقدمة هذه الاحتمالات".
كما أكد وزير النقل ماكسيم سوكولوف الذي تحدث صباح الاثنين في ختام اجتماع للجنة الخاصة التي شكلت اثر الحادث، ان "الاسباب المحتملة لتحطم الطائرة لا تشمل اليوم العمل الارهابي". واضاف ان "الاسباب يمكن ان تكون مختلفة ويقوم اخصائيون في لجنة التحقيق بتحليلها"، مشيرا الى "عطل فني او خطأ في القيادة".
وأكدت الناطقة باسم فريق الإنقاذ في سوتشي ريما تشيرنوفا ان الغواصين عثروا على عدة اجزاء من الطائرة.
وقالت "تم العثور على قطع من الطائرة على عمق 27 مترا ومسافة الف ميل بحري من الشواطىء".
وقال الجيش الروسي ان الغواصين انتشلوا "قطعتين من آلية التحكم بالطائرة".
وذكر جهاز الأمن الفدرالي الروسي انه يدرس أربعة أسباب محتملة لتحطم الطائرة ليس من بينها العمل الارهابي.
وجاء في بيان للجهاز نقلته وكالات الأنباء الروسية انه "لا توجد مؤشرات او حقائق في الوقت الحالي تشير الى احتمال وقوع عمل ارهابي".
ويركز التحقيق حاليا على اربعة احتمالات هي حدوث خطأ بشري او فني او رداءة الوقود او وجود جسم غريب في المحرك.
أغلق الجيش قسما من ساحل سوتشي الاثنين حيث وقف الجنود في سلسلة فيما تشارك القوارب في عملية البحث، بحسب ما قال مصور وكالة فرانس برس.
ويشارك اكثر من ثلاثة الاف شخص في عملية البحث للعثور على الأشلاء او الأنقاض في عملية واسعة تشارك فيها 45 سفينة وطائرة ومروحية وطائرة بدون طيار، اضافة الى الغواصين والاجهزة التي تعمل تحت الماء عن طريق التحكم عن بعد.
وذكر الوزير سوكولوف ان "التيار القوي" ربما حمل بعض الجثث الى ابخازيا، المنطقة المستقلة من جورجيا، والتي تشارك في عملية البحث.
من جهته اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كوناشينكوف في بيان ان فرق البحث عثرت حتى الان على 10 جثث و86 قطعة من الأشلاء نقلت الى العاصمة الروسية لاجراء تحليل الحمض النووي الريبي (دي ان ايه) للتعرف على اصحابها.
وقال إن رجال البحث انهوا البحث في المنطقة البرية المحيطة بموقع التحطم فيما يعمل الغواصون في منطقة بقطر 500 متر.
تحطمت الطائرة صباح الأحد بعيد اقلاعها الساعة 5,25 (02,25 ت غ) من مطار سوتشي حيث توقفت للتزود بالوقود بعد ان كانت اقلعت من مطار تشكالفسكي العسكري في منطقة موسكو.
وكان على متنها اعضاء "جوقة الجيش الاحمر" وبرفقتهم قائد الفرقة فاليري خليلوف.
وقالت قناة روسيا الرسمية ان "الجوقة فقدت ثلث اعضائها".
وكان اعضاء الفرقة متوجهين الى سوريا للاحتفال بعيد رأس السنة مع الجنود المنتشرين في قاعدة حميميم في سوريا والتي تستخدم لشن ضربات جوية دعما للقوات السورية.
وقال رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في افتتاح اجتماع الحكومة الذي بدأ بدقيقة صمت حدادا على ارواح الضحايا "كان هؤلاء متوجهين الى سوريا لدعم الجنود الذين يؤدون خدمتهم العسكرية هناك وتمني عيدا سعيدا لهم".
وكانت الطائرة تقل ايضا صحافيين ومسؤولين عسكريين واليزافيتا غلينكا المسؤولة عن جمعية خيرية والتي تعرف باسم "دكتور ليزا" حيث كانت تنقل ادوية الى مستشفى اللاذقية الجامعي (شمال غرب) بحسب المجلس الاستشاري لحقوق الانسان لدى الكرملين.
كما كان من بين الركاب رئيس دائرة الثقافة في وزارة الدفاع انطون غوبانكوف الذي عمل على زيادة شعبية القوات المسلحة بما في ذلك كتابة اغنية تكرم ضباط القوات الخاصة الذي اشرفوا على ضم شبه جزيرة القرم الاوركانية.
وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين يوم حداد وطني "على كامل الأراضي الروسية"، وبث التلفزيون الرسمي صورا باللونين الابيض والاسود لضحايا الطائرة، والغى البرامج الترفيهية.
ووضع السكان الزهور على نصب غير رسمية عند الميناء في وسط سوتشي وفي مطار المدينة وكذلك عند مقر جوقة الجيش الأحمر في موسكو ومكتب منظمة "المساعدات المنصفة" التي كانت تترأسها غلينكا والتي كانت تركز على المشردين.
وقال فلاديمير كوزنتسوف العضو السابق في جوقة الكسندروف "اعرفهم جميعا. لا اصدق، ولا استطيع تمالك نفسي".
وأضاف وهو يحمل شمعة في كوب بلاستيكي "نحن مشهورون في جميع انحاء العالم، وتجولنا في جميع انحاء العالم".